وقال الرضا عليهالسلام : «إنّ الله عزوجل لم يقبض نبيه صلىاللهعليهوآلهوسلم حتى أكمل له الدّين ، وأنزل عليه القرآن فيه تبيان كلّ شيء ، بيّن فيه الحلال والحرام ، والحدود والأحكام ، وجميع ما يحتاج إليه الناس كملا ، فقال عزوجل : (ما فَرَّطْنا فِي الْكِتابِ مِنْ شَيْءٍ)(١).
* س ٢٨ : ما هو تفسير قوله تعالى :
(وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا صُمٌّ وَبُكْمٌ فِي الظُّلُماتِ مَنْ يَشَأِ اللهُ يُضْلِلْهُ وَمَنْ يَشَأْ يَجْعَلْهُ عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ)(٣٩) [الأنعام:٣٩]؟!
الجواب / ـ قال أبو جعفر عليهالسلام في قوله تعالى : (الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا صُمٌّ وَبُكْمٌ) : «صم عن الهدى ، وبكم لا يتكلّمون بخير (فِي الظُّلُماتِ) يعني ظلمات الكفر و (مَنْ يَشَأِ اللهُ يُضْلِلْهُ وَمَنْ يَشَأْ يَجْعَلْهُ عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ) وهو ردّ على قدريّة هذه الأمّة ، يحشرهم الله يوم القيامة مع الصابئين والنّصارى والمجوس فيقولون : (وَاللهِ رَبِّنا ما كُنَّا مُشْرِكِينَ)(٢) يقول الله : (انْظُرْ كَيْفَ كَذَبُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ ما كانُوا يَفْتَرُونَ)(٣) ـ قال ـ فقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : ألا إنّ لكلّ أمّة مجوسا ، ومجوس هذه الأمّة الذين يقولون : لا قدر ، ويزعمون أنّ المشيئة والقدرة إليهم ولهم» (٤).
ـ وقال أبو حمزة : سألت أبا جعفر عليهالسلام [عن هذه الآية] فقال عليهالسلام : «نزلت في الذين كذّبوا بأوصيائهم (صُمٌّ وَبُكْمٌ) كما قال الله (فِي الظُّلُماتِ) من كان من ولد إبليس فإنّه لا يصدّق بالأوصياء ، ولا يؤمن بهم أبدا ، وهم الذين أضلّهم الله ، ومن كان من ولد آدم آمن بالأوصياء فهم (عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ).
__________________
(١) الكافي : ج ١ ، ص ١٥٤ ، ح ١.
(٢) الأنعام : ٢٣.
(٣) الأنعام : ٢٤.
(٤) تفسير القميّ : ج ١ ، ص ١٩٨.