* س ٢٥ : ما هو تفسير قوله تعالى :
(يُرِيدُ اللهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ)(٢٦) [النساء:٢٦]؟!
الجواب / قال الشيخ الطوسي :
وقوله : (وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ) قيل فيه قولان :
١ ـ (يَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ) من أهل الحق ، لتكونوا على الاقتداء بهم في اتباعه لما لكم فيه من المصلحة.
٢ ـ (سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ) من أهل الحق ، لتكونوا على بصيرة فيما تفعلون أو تجتنبون من طرائقهم ، وفي الآية دلالة على بطلان مذهب المجبرة ، لأن الله تعالى بين أنه يريد أن يتوب على العباد ، وهم يزعمون أنه يريد منهم الإصرار على المعاصي. وقال أبو علي الجبائي. في الآية دلالة على أن ما ذكر في الآيتين من تحريم النكاح أو تحليله ، قد كان على من قبلنا من الأمم ، لقوله تعالى : (وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ) أي في الحلال والحرام. قال الرماني : لا يدل ذلك على اتفاق الشريعة ، وإن كنا على طريقتهم في الحلال والحرام ، كما لا يدل عليه وإن كنا على طريقتهم في الحلال والحرام ، كما لا يدل عليه وإن كنا على طريقتهم في الإسلام ، وهذا هو الأقوى (١).
وقال صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ لهم ـ : لتركبن سنن الذين من قبلكم حذو النعل بالنعل ، والقذة بالقذة ، حتى لو أن رجلا منهم دخل حجر ضب لدخلتموه ، فقيل : يا رسول الله اليهود والنصارى؟ ، قال : فمن أرى فدل هذا القول منه لترتدن كما ارتدت اليهود والنصارى ، حين فقدوا موسى وعيسى عليهماالسلام(٢).
__________________
(١) التبيان : ج ٣ ، ص ١٧٣.
(٢) المسترشد : محمد بن جرير الطبري (الشيعي) ، ص ٢٢٩.