قال : «نسب إلى مكّة ، وذلك من قول الله : (وَلِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرى وَمَنْ حَوْلَها) وأمّ القرى : مكّة ، فقيل أمّي لذلك» (١).
* س ٥٦ : ما هو سبب نزول وتفسير قوله تعالى :
(وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللهِ كَذِباً أَوْ قالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَنْ قالَ سَأُنْزِلُ مِثْلَ ما أَنْزَلَ اللهُ وَلَوْ تَرى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَراتِ الْمَوْتِ وَالْمَلائِكَةُ باسِطُوا أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذابَ الْهُونِ بِما كُنْتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنْتُمْ عَنْ آياتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ (٩٣) وَلَقَدْ جِئْتُمُونا فُرادى كَما خَلَقْناكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُمْ ما خَوَّلْناكُمْ وَراءَ ظُهُورِكُمْ وَما نَرى مَعَكُمْ شُفَعاءَكُمُ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ فِيكُمْ شُرَكاءُ لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنَكُمْ وَضَلَّ عَنْكُمْ ما كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ)(٩٤) [الأنعام:٩٣ ـ ٩٤]؟!
الجواب / ـ سبب النزول ـ :
١ ـ قال أبو عبد الله عليهالسلام : «إنّ عبد الله بن سعد بن أبي سرح ، كان أخا لعثمان [بن عفان] من الرّضاعة ، قدم إلى المدينة وأسلم ، وكان له خطّ حسن ، وكان إذا نزل الوحي على رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم دعاه فكتب ما يمليه عليه رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم من الوحي ، فكان إذا قال له رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : (سَمِيعٌ بَصِيرٌ) يكتب : سميع عليم ، وإذا قال : (وَاللهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ) يكتب : بصير ، ويفرّق بين التاء والياء. وكان رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يقول : هو واحد. فارتدّ كافرا ورجع إلى مكّة ، وقال لقريش : والله ما يدري محمّد ما يقول ، أنا أقول مثل ما يقول ، فلا ينكر عليّ ذلك ، فأنا أنزل مثل ما أنزل الله. فأنزل الله على نبيّه صلىاللهعليهوآلهوسلم في ذلك (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى) ـ إلى قوله ـ (مِثْلَ ما أَنْزَلَ اللهُ)(٢).
__________________
(١) تفسير العيّاشي : ج ٢ ، ص ٣١ ، ح ٨٦.
(٢) قال أبو جعفر الباقر عليهالسلام في هذه الآية : «من ادّعى الإمامة دون الإمام عليهالسلام». (تفسير العياشيّ : ج ١ ، ص ٣٧٠ ، ح ٦١).