أقول : «الحفيظ» هو من يراقب أمرا أو شخصا ليحفظه من أن يصاب بضرر ، أما «الوكيل» فهو من يسعى لإحراز النفع لموكله.
* س ٦٦ : ما هو تفسير قوله تعالى :
(وَلا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ فَيَسُبُّوا اللهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ كَذلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلى رَبِّهِمْ مَرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُمْ بِما كانُوا يَعْمَلُونَ (١٠٨) وَأَقْسَمُوا بِاللهِ جَهْدَ أَيْمانِهِمْ لَئِنْ جاءَتْهُمْ آيَةٌ لَيُؤْمِنُنَّ بِها قُلْ إِنَّمَا الْآياتُ عِنْدَ اللهِ وَما يُشْعِرُكُمْ أَنَّها إِذا جاءَتْ لا يُؤْمِنُونَ)(١٠٩) [الأنعام:١٠٨ ـ ١٠٩]؟!
الجواب / ـ سئل أبو عبد الله عليهالسلام عن قول النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم : «إنّ الشّرك أخفى من دبيب النّمل على صفاة سوداء في ليلة ظلماء».
فقال عليهالسلام : «كان المؤمنون يسبّون ما يعبد المشركون من دون الله ، فكان المشركون يسبّون ما يعبد المؤمنون ، فنهى الله المؤمنين عن سبّ آلهتهم لكي لا يسبّ الكفّار إله المؤمنين ، فيكون المؤمنون قد أشركوا بالله تعالى من حيث لا يعلمون ، فقال : (وَلا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ فَيَسُبُّوا اللهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ)(١).
ـ وفي رواية قال أبو عبد الله عليهالسلام لعمر الطّيالسي ـ في هذه الآية عند ما سأله عنها ـ : «يا عمر ، هل رأيت أحدا يسبّ الله؟» قال : فقلت : جعلني الله فداك فكيف؟ قال : «من سبّ وليّ الله فقد سب الله» (٢).
ـ وقال علي بن إبراهيم القميّ : قوله تعالى : (كَذلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ) يعني بعد اختبارهم ودخولهم فيه ، فنسبه الله إلى نفسه ، والدّليل على أنّ ذلك لفعلهم المتقدّم قوله تعالى : (ثُمَّ إِلى رَبِّهِمْ مَرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُمْ بِما كانُوا
__________________
(١) تفسير القمي : ج ١ ، ص ٢١٣.
(٢) تفسير العيّاشي : ج ١ ، ص ٣٧٣ ، ح ٨٠.