* س ٨١ : ما هو تفسير قوله تعالى :
(أَوْ تَقُولُوا إِنَّما أَشْرَكَ آباؤُنا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنا بِما فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ (١٧٣) وَكَذلِكَ نُفَصِّلُ الْآياتِ وَلَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) (١٧٤) [الأعراف:١٧٣ ـ ١٧٤]؟!
الجواب / قال الشيخ الطبرسيّ : (أَوْ تَقُولُوا) أي : أو يقول قوم منهم : (إِنَّما أَشْرَكَ آباؤُنا مِنْ قَبْلُ) حين بلغوا وعقلوا (وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ) أي : أطفالا لا نعقل ، ولا نصلح للفكرة والنظر والتدبر ، وعلى التأويل الأخير فمعناه : إني إنما قررتكم بهذا ، لتواظبوا على طاعتي ، وتشكروا نعمتي ، ولا تقولوا يوم القيامة إنا كنا غافلين عما أخذ الله من الميثاق على لسان الأنبياء ، وتقولوا (إِنَّما أَشْرَكَ آباؤُنا مِنْ قَبْلُ) فنشؤنا على شركهم احتجاجا بالتقليد ، وتعويلا عليه أي : فقد قطعت حجتكم هذه بما قررتكم به من معرفتي ، وأشهدتكم على أنفسكم بإقراركم بمعرفتكم إياي (أَفَتُهْلِكُنا بِما فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ) ومعناه : ولأن لا تقولوا أفتهلكنا لما فعل آباؤنا من الشرك؟ وتقديره : إنا لا نهلككم بما فعلوه ، وإنما نهلككم بفعلكم أنتم (وَكَذلِكَ نُفَصِّلُ الْآياتِ) معناه : إنا كما بينا لكم هذه الآيات ، كذلك نفصلها للعباد ، ونبينها لهم ، وتفصيل الآيات : تمييزها ، ليتمكن من الاستدلال بكل واحدة منها (وَلَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) أي : ليرجعوا إلى الحق من الباطل (١).
* س ٨٢ : ما هو تفسير قوله تعالى :
(وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْناهُ آياتِنا فَانْسَلَخَ مِنْها فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطانُ فَكانَ مِنَ الْغاوِينَ (١٧٥) وَلَوْ شِئْنا لَرَفَعْناهُ بِها وَلكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَواهُ فَمَثَلُهُ
__________________
(١) مجمع البيان : ج ٤ ، ص ٣٩٣.