والملك : هو القدرة على تصريف ما للقادر عليه أن يصرفه ، فملك الضرر والنفع أخص من القدرة عليهما ، لأن القادر عليهما قد يقدر من ذلك على ماله أن يفعل ، وقد يقدر منه على ما ليس له أن يفعله. والنفع : هو فعل اللذة أو السرور أو ما أدى إليهما أو إلى واحد منهما مثل الملاذ التي تحصل في الحيوان. والصلة بالمال والوعد باللذة ، فإن جميع ذلك نفع ، لأنه يؤدي إلى اللذة ، والضرر هو فعل الألم أو الغم أو ما أدى إليهما أو إلى واحد منهما كالآلام التي توجد في الحيوان والقذف والسب ، لأن جميع ذلك يؤدي إلى الآلام والغضب ضرر لأنه من الأسباب المؤدية إلى الآلام.
وقوله : (وَاللهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) قيل في معناه هاهنا قولان :
١ ـ أنه ذكر للاستدعاء إلى التوبة فهو يسمع قول العبد فيها وما يضمره منها.
٢ ـ التحذير من الجزاء بالسيئة ، لأنه يعلم الأعمال ويسمع الإسرار والإعلان. وذلك دليل على ملك الجزاء بالثواب والعقاب (١).
* س ٦٨ : ما هو تفسير قوله تعالى :
(قُلْ يا أَهْلَ الْكِتابِ لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلا تَتَّبِعُوا أَهْواءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيراً وَضَلُّوا عَنْ سَواءِ السَّبِيلِ) (٧٧) [المائدة:٧٧]؟!
الجواب / قال الإمام العسكري عليهالسلام : «قال أمير المؤمنين عليهالسلام : أمر الله عباده أن يستعيذوا من طريق الضالّين ، وهم الذين قال الله فيهم (قُلْ يا أَهْلَ الْكِتابِ لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلا تَتَّبِعُوا أَهْواءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيراً وَضَلُّوا عَنْ سَواءِ السَّبِيلِ) وهم النصارى ، وقال
__________________
(١) التبيان : ج ٣ ، ص ٦٠٦.