* س ٢٠ : ما هو تفسير قوله تعالى :
(قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبادِهِ وَالطَّيِّباتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَياةِ الدُّنْيا خالِصَةً يَوْمَ الْقِيامَةِ كَذلِكَ نُفَصِّلُ الْآياتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ)(٣٢) [الأعراف:٣٢]؟!
الجواب / ١ ـ مرّ سفيان الثّوري في المسجد الحرام فرأى أبا عبد الله عليهالسلام وعليه ثياب كثيرة القيمة حسان ، فقال : والله لآتينه ولأوبّخنّه. فدنا منه ، فقال : يا بن رسول الله ، والله ما لبس رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم مثل هذا اللباس ، ولا عليّ ، ولا أحد من آبائك.
فقال له أبو عبد الله عليهالسلام : «كان رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم في زمان قتر مقتر ، وكان يأخذ لقتره واقتداره ، وإنّ الدّنيا بعد ذلك أرخت عزاليها ـ أي كثر نعيمها ـ ، فأحقّ أهلها بها أبرارها ـ ثمّ تلا ـ (قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبادِهِ وَالطَّيِّباتِ مِنَ الرِّزْقِ) فنحن أحقّ من أخذ منها ما أعطاه الله عزوجل غير أنّي ـ يا ثوريّ ـ ما ترى عليّ من ثوب إنّما ألبسه للناس» ثمّ اجتذب يد سفيان فجرّها إليه ، ثمّ رفع الثوب الأعلى وأخرج ثوبا تحت ذلك على جلده غليظا ، فقال عليهالسلام : «هذا ألبسه لنفسي ، وما رأيته للناس» ثمّ جذب ثوبا على سفيان أعلاه غليظ خشن ، وداخل ذلك الثوب ليّن. فقال : «لبست هذا الأعلى للناس ، ولبست هذا لنفسك تسرّها» (١).
٢ ـ قال المعلّى بن خنيس : قلت لأبي عبد الله عليهالسلام : مالكم من هذه الأرض؟ فتبسّم ، ثمّ قال : «إن الله تبارك وتعالى بعث جبرائيل عليهالسلام وأمره أن يخرق بإبهامه ثمانية أنهار في الأرض ، منها سيمان ، وجيحان ، وهو نهر بلخ ، والخشوع : وهو نهر الشّاش ، ومهران : وهو نهر الهند ، ونيل مصر ، ودجلة
__________________
(١) الكافي : ج ٦ ، ص ٤٤٢ ، ح ٨.