يقول»] إنّ للحرب حكمين ، إذا كانت قائمة لم تضع أوزارها ولم يضجر أهلها ، فكلّ أسير أخذ في تلك الحال فإن الإمام فيه بالخيار ، إن شاء ضرب عنقه ، وإن شاء قطع يده ورجله من خلاف بغير حسم ، وتركه يتشحّط في دمه حتى يموت ، وهو قول الله عزوجل : (إِنَّما جَزاءُ الَّذِينَ يُحارِبُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ) ـ إلى قوله ـ (أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ) إلى آخر الآية ، ألا ترى أنّ التخيير الذي خيّر [الله] الإمام على شيء واحد وهو الكلّ ، وليس [هو] على أشياء مختلفة».
فقلت لجعفر بن محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم قول الله عزوجل : (أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ).
قال : «ذلك للطّلب ، أن تطلب الخيل حتى يهرب ، فإن أخذته الخيل حكم عليه ببعض الأحكام الّتي وصفت لك ، والحكم الآخر إذا وضعت الحرب أوزارها وأثخن أهلها ، فكلّ أسير أخذ على تلك الحال فكان في أيديهم فالإمام فيه بالخيار إن شاء منّ عليهم ، وإن شاء فأداهم أنفسهم ، وإن شاء استعبدهم فصاروا عبيدا» (١).
* س ٢٧ : من هو الوسيلة في قوله تعالى :
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)(٣٥) [المائدة:٣٥]؟!
الجواب / قال أمير المؤمنين عليهالسلام في قوله تعالى : (وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ) : «أنا وسيلته» (٢).
__________________
(١) التهذيب : ج ٦ ، ص ١٤٣ ، ح ٢٤٥.
(٢) المناقب لابن شهر آشوب : ج ٣ ، ص ٧٥.