فقاس ما بين النار والطين ، ولو قاس نوريّة آدم بنوريّة النار عرف فضل ما بين النورين ، وصفاء أحدهما على الآخر» (١).
* س ١٠ : ما هو تفسير قوله تعالى :
(قالَ فَاهْبِطْ مِنْها فَما يَكُونُ لَكَ أَنْ تَتَكَبَّرَ فِيها فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ)(١٣) [الأعراف:١٣]؟!
الجواب / قال الشيخ الطبرسي : أي : قال الله سبحانه لإبليس (فَاهْبِطْ) أي : إنزل وانحدر (مِنْها) أي : من السماء .. وقيل : من الجنة. وقيل معناه إنزع ما أنت عليه من الدرجة الرفيعة ، والمنزلة الشريفة ، التي هي درجة متبعي أمر الله سبحانه ، وحافظي حدوده ، إلى الدرجة الدنية التي هي درجة العاصين ، المضيعين أمر الله (فَما يَكُونُ لَكَ أَنْ تَتَكَبَّرَ) ، عن أمر الله (فِيها) أي : في الجنة ، أو في السماء ، فإنها ليست بموضع المتكبرين ، وإنما موضعهم النار كما قال (أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوىً لِلْمُتَكَبِّرِينَ فَاخْرُجْ) من المكان الذي أنت فيه ، أو المنزلة التي أنت عليها (إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ) أي : من الأذلاء بالمعصية في الدنيا ، لأن العاصي ذليل عند من عصاه ، أو بالعذاب في الآخرة ، لأن المعذب ذليل.
وهذا الكلام إنما صدر من الله سبحانه على لسان بعض الملائكة ، ... ، وقيل : إن إبليس رأى معجزة تدله على أن ذلك كلام الله ، وقوله سبحانه : (فَما يَكُونُ لَكَ أَنْ تَتَكَبَّرَ فِيها) لا يدل على أنه يجوز التكبر في غير الجنة ، فإن التكبر لا يجوز على حال ، لأنه إطهار كبر النفس على جميع الأشياء ، وهذا في صفة العباد ذم. وفي صفة الله سبحانه مدح ، إلا أن إبليس تكبر على الله سبحانه في الجنّة ، فأخرج منها قسرا ، ومن تكبر خارج الجنة ، منع من
__________________
(١) الكافي : ج ١ ، ص ٤٧ ، ح ٢٠.