مدلج ، اعتزلوا فلم يقاتلوا النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ولم يكونوا مع قومهم».
قال سيف بن عميرة قلت : فما صنع بهم؟ قال : «لم يقاتلهم النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، حتّى فرغ [من] عدوّه ، ثمّ نبذ إليهم على سواء».
قال : «و (حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ) هو الضيق» (١) ـ وورد عنه عليهالسلام قال : نزلت في بني مدلج لأنّهم جاءوا إلى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فقالوا : إنّا قد حصرت صدورنا أن نشهد أنّك رسول الله ، فلسنا معك ولا مع قومنا عليك».
قال الفضل : قلت : كيف صنع بهم رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم؟
قال : «وادعهم إلى أن يفرغ من العرب ، ثمّ يدعوهم ، فإن أجابوا وإلّا قاتلهم» (٢).
* س ٨١ : بمن نزل قوله تعالى :
(سَتَجِدُونَ آخَرِينَ يُرِيدُونَ أَنْ يَأْمَنُوكُمْ وَيَأْمَنُوا قَوْمَهُمْ كُلَّما رُدُّوا إِلَى الْفِتْنَةِ أُرْكِسُوا فِيها فَإِنْ لَمْ يَعْتَزِلُوكُمْ وَيُلْقُوا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ وَيَكُفُّوا أَيْدِيَهُمْ فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأُولئِكُمْ جَعَلْنا لَكُمْ عَلَيْهِمْ سُلْطاناً مُبِيناً)(٩١) [النساء:٩١]؟!
الجواب / ١ ـ قال الصادق عليهالسلام : «[نزلت] في عيينة بن حصين الفزاريّ ، أجدبت بلادهم فجاء إلى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ووادعه على أن يقيم ببطن نخل ، ولا يتعرّض له ، وكان منافقا ملعونا ، وهو الذي سمّاه رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : الأحمق المطاع في قومه (٣).
__________________
(١) الكافي : ج ٨ ، ص ٣٢٧ / ٥٠٤.
(٢) مجمع البيان : ج ٣ ، ص ١٣٦.
(٣) الأمثل : ج ٣ ، ص ٣٢٣.