وقالوا : يفترعون بناتنا (١) وأخواتنا ، فأمر الله تلك البنات كلما رأى بهن من ذلك ريب صلين على محمد وآله الطيبين ، فكان يرد عنهن أولئك الرجال إما بشغل أو مرض أو زمانة أو لطف من ألطافه فلم تفترش منهن امرأة بل دفع الله عزوجل عنهن بصلاتهن على محمّد وآله الطيبين ، ثم قال عزوجل : (وَفِي ذلِكُمْ) وفي ذلك الإنجاء الذي أنجاكم منهم ربكم (بَلاءٌ) نعمة (مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ) قال الله عزوجل ، يا بني إسرائيل اذكروا إذا كان البلاء يصرف عن أسلافكم ويخفّ بالصلاة على محمد وآله الطيبين أفما تعلمون أنكم إذا شاهدتموه وآمنتم به كانت النعمة عليكم أفضل وفضل الله عليكم أجزل (٢).
* س ٦٣ : ما هو تفسير قوله تعالى :
(وَواعَدْنا مُوسى ثَلاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْناها بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً وَقالَ مُوسى لِأَخِيهِ هارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ)(١٤٢) [الأعراف:١٤٢]؟!
الجواب / قال الفضيل بن يسار : قلت لأبي جعفر عليهالسلام : جعلت فداك ، وقّت لنا وقتا فيهم؟ فقال : «إن الله خالف علمه علم الموقّتين ، أما سمعت الله يقول : (وَواعَدْنا مُوسى ثَلاثِينَ لَيْلَةً) إلى أربعين ليلة ، أما إن موسى لم يكن يعلم بتلك العشر ، ولا بنو إسرائيل ، فلمّا حدّثهم ، قالوا : كذب موسى ، وأخلفنا موسى ، فإن حدّثتم به فقولوا : صدق الله ورسوله ، تؤجروا مرّتين» (٣).
__________________
(١) افترع البكر : افتضّها أي أزال بكارتها.
(٢) تفسير الإمام : ص ٩٧ ـ ٩٨.
(٣) تفسير العيّاشي : ج ٢ ، ص ٢٦ ، ح ٧.