فلمّا قتله لم يدر ما يصنع به ، فجاء غرابان ، فأقبلا يتضاربان حتّى اقتتلا ، فقتل أحدهما صاحبه ، قال قابيل : (يا وَيْلَتى أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هذَا الْغُرابِ فَأُوارِيَ سَوْأَةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ) فحفر له حفيرة ، ودفنه فيها ، فصارت سنّة يدفنون الموتى.
فرجع قابيل إلى أبيه ، فلم ير معه هابيل ، فقال له آدم عليهالسلام : أين تركت ابني؟ قال له قابيل : أرسلتني عليه راعيا؟! فقال له آدم عليهالسلام : انطلق معي إلى مكان القربان وأوجس قلب آدم عليهالسلام بالذي فعل قابيل ، فلمّا بلغ مكان القربان استبان قتله ، فلعن آدم عليهالسلام الأرض التي قبلت دم هابيل ، وأمر آدم عليهالسلام أن يلعن قابيل ، ونودي قابيل من السّماء : لعنت كما قتلت أخاك. ولذلك لا تشرب الأرض الدم. فانصرف آدم عليهالسلام يبكي على هابيل أربعين يوما وليلة ، فلمّا جزع عليه شكا ذلك إلى الله ، فأوحى الله إليه : أنّي واهب لك ذكرا يكون خلفا من هابيل. فولدت حوّاء غلاما زكيّا مباركا ، فلمّا كان اليوم السابع أوحى الله إليه : يا آدم إنّ هذا الغلام هبة منّي لك ، فسمّه هبة الله ، فسمّاه آدم عليهالسلام هبة الله» (١).
* س ٢٥ : ما هو تفسير قوله تعالى :
(مِنْ أَجْلِ ذلِكَ كَتَبْنا عَلى بَنِي إِسْرائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّما قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْياها فَكَأَنَّما أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً وَلَقَدْ جاءَتْهُمْ رُسُلُنا بِالْبَيِّناتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيراً مِنْهُمْ بَعْدَ ذلِكَ فِي الْأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ)(٣٢) [المائدة:٣٢]؟!
الجواب / ١ ـ قال حمران [بن أعين] : قلت لأبي جعفر عليهالسلام : قول الله
__________________
(١) تفسير القمي : ج ١ ، ص ١٦٥.