* س ٦٤ : ما هو تفسير قوله تعالى :
(لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قالُوا إِنَّ اللهَ ثالِثُ ثَلاثَةٍ وَما مِنْ إِلهٍ إِلاَّ إِلهٌ واحِدٌ وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ) (٧٣) [المائدة:٧٣]؟!
الجواب / قال الشيخ الطوسي : وهذا قسم آخر من الله بأنه كفر من قال : (إِنَّ اللهَ ثالِثُ ثَلاثَةٍ) والقائلون بهذه المقالة هم جمهور النصارى من الملكانية ، واليعقوبية والنسطورية ، لأنهم يقولون : أب ، وابن ، وروح القدس إله واحد ، ولا يقولون ثلاثة آلهة ـ ويمنعون من العبارة ـ وإن كان يلزمهم أن يقولوا إنهم ثلاثة آلهة. وما كان هكذا صح أن يحكى بالعبارة اللازمة. وإنما قلنا : يلزمهم ، لأنهم يقولون الابن إله والأب إله وروح القدس إله ، والابن ليس هو الأب.
ومعنى (ثالِثُ ثَلاثَةٍ) أحد ثلاثة.
وقال الزجاج : لا يجوز نصب ثلاثة لكن للعرب فيه مذهب آخر وهو أنهم يقولون رابع ثلاثة ، فعلى هذا يجوز الجر والنصب ، لأن معناه الذي صير الثلاثة أربعة بكونه فيهم.
ثمّ أخبر تعالى ، فقال : (وَما مِنْ إِلهٍ إِلَّا إِلهٌ واحِدٌ) أي ليس إلا إله واحد. ودخلت (من) للتوكيد ـ وقوله : (وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ) أي إن لم يرجعوا ويتوبوا عما يقولون من القول بالتثليث أقسم (لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ) يعني الذين يستمرون على كفرهم والمس ـ هاهنا ـ ما يكون معه إحساس وهو حلوله فيه ، لأن العذاب لا يمس الحيوان إلا أحس به ويكون المس بمعنى اللمس ، لأن في اللمس طلبا لإحساس الشيء ، فلهذا اختير هاهنا المس. واللمس ملاصقة معها إحساس وإنما قال : «ليمسن الذين