* س ٨١ : ما هو تفسير قوله تعالى :
(يا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آياتِي وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقاءَ يَوْمِكُمْ هذا قالُوا شَهِدْنا عَلى أَنْفُسِنا وَغَرَّتْهُمُ الْحَياةُ الدُّنْيا وَشَهِدُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كانُوا كافِرِينَ (١٣٠) ذلِكَ أَنْ لَمْ يَكُنْ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرى بِظُلْمٍ وَأَهْلُها غافِلُونَ (١٣١) وَلِكُلٍّ دَرَجاتٌ مِمَّا عَمِلُوا وَما رَبُّكَ بِغافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ (١٣٢) وَرَبُّكَ الْغَنِيُّ ذُو الرَّحْمَةِ إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَسْتَخْلِفْ مِنْ بَعْدِكُمْ ما يَشاءُ كَما أَنْشَأَكُمْ مِنْ ذُرِّيَّةِ قَوْمٍ آخَرِينَ (١٣٣) إِنَّ ما تُوعَدُونَ لَآتٍ وَما أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ)(١٣٤) [الأنعام:١٣٠ ـ ١٣٤]؟!
الجواب / قال علي بن إبراهيم القميّ : ثمّ ذكر عزوجل احتجاجا على الجنّ والإنس يوم القيامة فقال : (يا مَعْشَرَ الْجِنِ) ـ إلى قوله ـ (أَنَّهُمْ كانُوا كافِرِينَ).
قال وقوله : (ذلِكَ أَنْ لَمْ يَكُنْ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرى بِظُلْمٍ وَأَهْلُها غافِلُونَ) يعني لا يظلم أحدا حتّى يبيّن لهم ما يرسل إليهم ، وإذا لم يؤمنوا هلكوا. وقوله : (وَلِكُلٍّ دَرَجاتٌ مِمَّا عَمِلُوا) يعني لهم درجات على قدر أعمالهم (وَما رَبُّكَ بِغافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ) وقوله : (إِنَّ ما تُوعَدُونَ لَآتٍ) يعني من القيامة والثواب والعقاب (وَما أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ)(١).
أما قوله تعالى : (وَرَبُّكَ الْغَنِيُّ ذُو الرَّحْمَةِ إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَسْتَخْلِفْ مِنْ بَعْدِكُمْ ما يَشاءُ كَما أَنْشَأَكُمْ مِنْ ذُرِّيَّةِ قَوْمٍ آخَرِينَ) : فنستدل به على عدم ظلم الله تعالى ، وتؤكد أنّ الله لا حاجة له بشيء وهو عطوف ورحيم ، وعليه لا دافع له على أن يظلم أحدا أبدا ، لأن من يظلم لا بد أن يكون محتاجا أو أن يكون قاسي القلب فظا : (وَرَبُّكَ الْغَنِيُّ ذُو الرَّحْمَةِ) كما أنّه لا
__________________
(١) تفسير القمي : ج ١ ، ص ٢١٦.