فلمّا فتح رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم مكّة أمر بقتله ، فجاء به عثمان ، وقد أخذ بيده ورسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم في المسجد ، فقال : يا رسول الله ، اعف عنه ، فسكت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ثمّ أعاد فسكت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ثمّ أعاد ، فقال : هو لك ، فلمّا مرّ قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : ألم أقل : من رآه فليقتله؟ فقال رجل : كانت عيني إليك ـ يا رسول الله ـ أن تشير إليّ فأقتله. فقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : إنّ الأنبياء لا يقتلون بالإشارة. فكان من الطّلقاء» (١).
٢ ـ التفسير :
قال علي بن إبراهيم القميّ : ثمّ حكى الله عزوجل ما يلقى أعداء آل محمّد عليهالسلام عند الموت ، فقال : (وَلَوْ تَرى إِذِ الظَّالِمُونَ) آل محمّد حقّهم (فِي غَمَراتِ الْمَوْتِ) ـ إلى قوله ـ (عَذابَ الْهُونِ) قال : العطش (٢) (بِما كُنْتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنْتُمْ عَنْ آياتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ) قال : ما أنزل الله في آل محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم تجحدون به ، ثمّ قال : (وَلَقَدْ جِئْتُمُونا فُرادى) ـ إلى قوله ـ (زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ فِيكُمْ شُرَكاءُ) والشّركاء : أئمّتهم (لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنَكُمْ) أي المودّة (وَضَلَّ عَنْكُمْ) أي بطل (ما كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ)(٣).
* س ٥٧ : ما هو تفسير قوله تعالى :
(إِنَّ اللهَ فالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوى يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَمُخْرِجُ الْمَيِّتِ مِنَ الْحَيِّ ذلِكُمُ اللهُ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ)(٩٥) [الأنعام:٩٥]؟!
الجواب / قال أبو عبد الله عليهالسلام : «إنّ الله عزوجل لمّا أراد أن يخلق آدم عليهالسلام بعث جبرائيل عليهالسلام في أوّل ساعة من يوم الجمعة فقبض بيمينه قبضة بلغت من السماء السابعة إلى السماء الدنيا ، وأخذ من كلّ سماء تربة ثمّ
__________________
(١) تفسير القمي : ج ١ ، ص ٢١٠.
(٢) هو المروي عن الصادق والباقر عليهالسلام.
(٣) تفسير القمي : ج ١ ، ص ٢١١.