ذلك بالأمر والنهي (١).
* س ١١ : ما هو تفسير قوله تعالى :
(قالَ أَنْظِرْنِي إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (١٤) قالَ إِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ)(١٥) [الأعراف:١٤ ـ ١٥]؟!
الجواب / قال الشيخ الطبرسي : (قالَ) يعني إبليس (أَنْظِرْنِي) أي : أمهلني وأخرني في الأجل ، ولا تمتني (إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ) أي : يبعث الخلق من قبورهم للجزاء. وقيل : معناه أنظرني في الجزاء إلى يوم القيامة ، فكأنه خاف أن يعاجله الله سبحانه بالعقوبة. يدل عليه قوله : (إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ) ولم يقل إلى يوم يموتون ، ومعلوم أن الله تعالى لا يبقي أحدا إلى يوم القيامة. قال الكلبي : أراد الخبيث أن لا يذوق الموت في النفخة الأولى مع من يموت ، فأجيب بالإنظار إلى يوم الوقت المعلوم ، وهي النفخة الأولى ، ليذوق الموت بين النفختين ، وهو أربعون سنة.
وأما الوجه ، في مسألة إبليس الإنظار ، مع علمه بأنه مطرود ملعون ، فعلمه بأنه سبحانه يظاهر إلى عباده بالنعم ، ويعمهم بالفضل والكرم ، فلم يصرفه ارتكابه المعصية عن المسألة والطمع في الإجابة.
قال أي : قال الله سبحانه لإبليس : (إِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ) أي : من المؤخرين ... (٢).
* س ١٢ : ما هو تفسير قوله تعالى :
(قالَ فَبِما أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِراطَكَ الْمُسْتَقِيمَ (١٦) ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمانِهِمْ وَعَنْ شَمائِلِهِمْ وَلا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شاكِرِينَ (١٧) قالَ اخْرُجْ مِنْها مَذْؤُماً مَدْحُوراً لَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكُمْ أَجْمَعِينَ)(١٨) [الأعراف:١٦ ـ ١٧ ـ ١٨]؟!
__________________
(١) مجمع البيان : ج ٢ ، ص ٢٢٥.
(٢) مجمع البيان : ج ٤ ، ص ٢٢٦.