* س ٣٦ : ما هو تفسير قوله تعالى :
(وَقَفَّيْنا عَلى آثارِهِمْ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْراةِ وَآتَيْناهُ الْإِنْجِيلَ فِيهِ هُدىً وَنُورٌ وَمُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْراةِ وَهُدىً وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ)(٤٦) [المائدة:٤٦]؟!
الجواب / قال الشيخ الطوسيّ : قوله : (وَقَفَّيْنا) معناه أتبعنا ... وقوله (عَلى آثارِهِمْ) فالآثار جمع أثر وهو العسل الذي يظهر للحس ، وأثار القوم ما أبقوا من أعمالهم ، ومنه المأثرة ، وهي المكرمة التي يأثرها الخلف عن السلف ، لأنها عمل يظهر نصا المنفس ، والأثير الكريم على القوم لأنهم يؤثرونه بالبر ، ومنه الإيثار بالاختيار ، لأنه إظهار أحد العملين على الآخر واستأثر فلان بالشيء إذا اختاره لنفسه ، والهاء والميم في قوله : (آثارِهِمْ) قيل فيمن يرجع إليه قولان :
١ ـ إنهما يرجعان إلى النبيين الذين أسلموا.
٢ ـ يعودان على الذين فرض عليهم الحكم الذي مضى ذكره ، لأنه أقرب.
والأول أحسن في المعنى ، وهذا أجود في العربية.
وقوله : (بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْراةِ) نصب مصدقا على الحال. والمعنى أنه يصدق على ما مضى من التوراة الذي أنزلها الله على موسى ويؤمن بها. وإنما قال لما مضى قبله بين يديه لأنه إذا كان ما يأتي بعده خلفه ، فالذي مضى قبله قدامه وبين يديه.
وقوله (وَآتَيْناهُ الْإِنْجِيلَ) يعني عيسى أنزلنا عليه الإنجيل «فيه» يعني في الإنجيل «هدى» يعني بيان ، وحجة «ونور» عطف عليه و «مصدقا لما بين يديه من التوراة» نصب على الحال وليس ذلك بتكرير لأن الأول حال لعيسى عليهالسلام