يتناوله الوعيد ، كما أن من فعل اليسار والثروة اعتذارا في البخل ، وقوله : (وَأَعْتَدْنا) وهو معناه أعددناه ، وجعلناه ثابتا لهم و (لِلْكافِرِينَ) يعني الجاحدين ما أنعم الله عليهم (عَذاباً مُهِيناً) أي يهينهم ويذلهم (١).
* س ٣٧ : ما هو تفسير قوله تعالى :
(وَالَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ رِئاءَ النَّاسِ وَلا يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَلا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَنْ يَكُنِ الشَّيْطانُ لَهُ قَرِيناً فَساءَ قَرِيناً)(٣٨) [النساء:٣٨]؟!
الجواب / قال الشيخ الطوسي : ذم الله بهذه الآية من ينفق ماله رئاء الناس دون أن ينفقه لوجهه وطلب رضاه ، ولا يؤمن بالله أي لا يصدق به ، «ولا باليوم الآخر» الذي فيه الثواب والعقاب. ثم قال : (وَمَنْ يَكُنِ الشَّيْطانُ لَهُ قَرِيناً فَساءَ قَرِيناً) معناه من قبل من الشيطان ، وأطاعه فيما يدعوه إليه فبئس القرين قرينه. والقرين أصله الاقتران ، ومنه قرن الثور لاقتران بعض ببعض ، والقرن أهل العصر من الناس ، وقرنة الشيء حرفه ، والقرن المقاوم في الحرب ، (وَما كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ)(٢) أي مطيقين ، والقرين الصاحب المألوف. قال عدي بن زيد :
عن المرء لا تسأل وأبصر قرينه |
|
فإن القرين بالمقارن يقتدى |
ويمكن الإنسان الانفكاك من مقارنة الشيطان بالمخالفة له ، فلا يعتد بالمقارنة.
وقال أبو علي : لا يمكن ذلك ، لأنه يقرن به الشيطان في النار فلا يمكنه
__________________
(١) التبيان : ج ٣ ، ص ١٩٦.
(٢) الزخرف : ١٣.