* س ٣٣ : ما هو سبب نزول قوله تعالى :
(قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتاكُمْ عَذابُ اللهِ بَغْتَةً أَوْ جَهْرَةً هَلْ يُهْلَكُ إِلاَّ الْقَوْمُ الظَّالِمُونَ)(٤٧) [الأنعام:٤٧]؟!
الجواب / «روي إنّها نزلت لمّا هاجر رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم إلى المدينة وأصاب أصحابه الجهد والعلل والمرض ، فشكوا ذلك إلى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فأنزل الله عزوجل (قُلْ) لهم يا محمّد : (أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتاكُمْ عَذابُ اللهِ بَغْتَةً أَوْ جَهْرَةً هَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الظَّالِمُونَ)(١)(٢) أي لا يصيبهم إلّا الجهد والضرّ في الدّنيا ، فأمّا العذاب الأليم الذي فيه الهلاك فلا يصيب إلّا القوم الظّالمين» (٣).
* س ٣٤ : ما هو تفسير قوله تعالى :
(وَما نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلاَّ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ فَمَنْ آمَنَ وَأَصْلَحَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (٤٨) وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا يَمَسُّهُمُ الْعَذابُ بِما كانُوا يَفْسُقُونَ)(٤٩) [الأنعام:٤٨ ـ ٤٩]؟!
الجواب / قال الشيخ الطوسيّ : بين الله تعالى في هاتين الآيتين أنه لا يبعث الرسل أربابا يقدرون على كل شيء يسألون عنه من الآيات أو يخترعونه بل إنما يرسلهم لما في ذلك من المصلحة لهم ومنبهين على ما في عقولهم من توحيد الله ، وعدله وحكمته مبشرين بثواب الله لمن آمن به وعرفه ، ومخوفين لمن أنكره وجحده. ثم أخبر أن المرسل إليهم مختارون غير مجبرين ولا مضطرين ودل على أنه غير محدث لشيء من أفعالهم فيهم ، وأن الأفعال لهم ، هم يكتسبونها بما خلق الله فيهم من القدرة ، وأنه قد هداهم ، وبين لهم وبشرهم وأنذرهم فمن آمن أثابه ومن عصاه عاقبه. ولو كانوا
__________________
(١) بغتة : فجأة.
(٢) جهرة : الظاهر والعلانية.
(٣) تفسير القمي : ج ١ ، ص ٢٠١.