وفي رواية زرارة وحمران ، عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهالسلام قال : «إني أوحيت إليك كما أوحيت إلى نوح والنّبيّين من بعده (١) ، فجمع له كلّ وحي» (٢).
* س ١٣٣ : ما هو تفسير أهل البيت عليهمالسلام لقوله تعالى :
(وَرُسُلاً قَدْ قَصَصْناهُمْ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَرُسُلاً لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ وَكَلَّمَ اللهُ مُوسى تَكْلِيماً)(١٦٤) [النساء:١٦٤]؟!
الجواب / قال أبو جعفر الباقر عليهالسلام ـ في حديث طويل ـ : «من الأنبياء مستخفين ، ولذلك خفي ذكرهم في القرآن ، فلم يسمّوا كما سمّي من استعلى من الأنبياء (صلوات الله عليهم أجمعين) وهو قول الله عزوجل : (وَرُسُلاً قَدْ قَصَصْناهُمْ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَرُسُلاً لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ) يعني لم أسمّ المستخفين كما سمّيت المستعلنين من الأنبياء (صلوات الله عليهم)» (٣).
* س ١٣٤ : ما هو تفسير قوله تعالى :
(رُسُلاً مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكانَ اللهُ عَزِيزاً حَكِيماً)(١٦٥) [النساء:١٦٥]؟!
الجواب / روي عن الإمام أبي الحسن علي بن محمد الهادي عليهالسلام ـ في حديث ـ قال : «إنّ الله جلّ وعزّ لم يخلق الخلق عبثا ، ولا أهملهم سدىّ ، ولا أظهر حكمته لعبا ، وبذلك أخبر في قوله : (أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّما خَلَقْناكُمْ عَبَثاً)(٤).
فإن قال قائل : فلم يعلم الله ما يكون من العباد حتّى اختبرهم؟
__________________
(١) قال المجلسي : لعلّ في قراءتهم عليهمالسلام كان هكذا ، أو نقل للآية بالمعنى ، والغرض أنّ المراد بالتشبيه التشبيه الكامل ، فكلّ ما أوحى إليهم أوحى إليه عليهالسلام (بحار الأنوار : ج ١٦ ، ص ٣٢٥).
(٢) تفسير العيّاشي : ج ١ ، ص ٢٨٥ ، ح ٣٠٥.
(٣) الكافي : ج ٨ ، ص ١١٥ ، ح ٩٢.
(٤) المؤمنون : ١١٥.