قد أنزل عليهم في التّوراة والإنجيل والزّبور صفّة محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم وصفة أصحابه ومبعثه ومهاجره ، وهو قوله : (مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَماءُ بَيْنَهُمْ تَراهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللهِ وَرِضْواناً سِيماهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْراةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ)(١) فهذه صفة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وصفة أصحابه في التّوراة والإنجيل ، فلمّا بعثه الله عزوجل عرفه أهل الكتاب كما قال الله جلّ جلاله» (٢).
* س ١٦ : ما هو تفسير قوله تعالى :
(وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللهِ كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِآياتِهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ) (٢١) [الأنعام:٢١]؟!
الجواب / قال الشيخ الطوسيّ : أخبر الله تعالى أن من افترى على الله الكذب فوصفه بخلاف صفاته ، وأخبر عنه بخلاف ما أخبر به عن نفسه ، وعن أفعاله أنه لا أحد أظلم لنفسه منه إذ كان بهذا الفعل قد أهلك نفسه وأوقعها في العذاب الدائم في النار. ثم أخبر أن الظالم لا يفلح أي لا يفوز برحمة الله وثوابه ورضوانه ، ولا بالنجاة من النار ، لأن الظلم ـ هاهنا هو الكفر بنبوة محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم وذلك لا يغفر بلا خلاف (٣).
* س ١٧ : ما هو تفسير قوله تعالى :
(وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا أَيْنَ شُرَكاؤُكُمُ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ (٢٢) ثُمَّ لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ إِلاَّ أَنْ قالُوا وَاللهِ رَبِّنا ما كُنَّا مُشْرِكِينَ) (٢٣) [الأنعام:٢٢ ـ ٢٣]؟!
الجواب / أتى عليّا عليهالسلام رجل فقال : يا أمير المؤمنين ، إنّي شككت في كتاب الله المنزل.
__________________
(١) الفتح : ٢٩.
(٢) تفسير القميّ : ج ١ ، ص ٣٢.
(٣) التبيان : ج ٤ ، ص ٩٦.