أُولاهُمْ لِأُخْراهُمْ فَما كانَ لَكُمْ عَلَيْنا مِنْ فَضْلٍ فَذُوقُوا الْعَذابَ بِما كُنْتُمْ تَكْسِبُونَ)(٣٩) [الأعراف:٣٨ ـ ٣٩]؟!
الجواب / قال عليّ بن إبراهيم القميّ ، في قوله تعالى : (قالَ ادْخُلُوا فِي أُمَمٍ) ـ إلى قوله ـ (حَتَّى إِذَا ادَّارَكُوا فِيها جَمِيعاً) يعني اجتمعوا. وقوله : (أُخْتَها) أي التي كانت بعدها تبعوهم على عبادة الأصنام ، وقوله تعالى : (قالَتْ أُخْراهُمْ لِأُولاهُمْ رَبَّنا هؤُلاءِ أَضَلُّونا) يعني أئمة الجور (١) ـ وهو المروي عن الصادق عليهالسلام (٢) ـ وقال أبو جعفر عليهالسلام : في قوله تعالى : (وَما أَضَلَّنا إِلَّا الْمُجْرِمُونَ)(٣) : «إذ دعونا إلى سبيلهم ، ذلك قول الله عزوجل فيهم حين جمعهم إلى النار : (قالَتْ أُخْراهُمْ لِأُولاهُمْ رَبَّنا هؤُلاءِ أَضَلُّونا فَآتِهِمْ عَذاباً ضِعْفاً مِنَ النَّارِ) وقوله : (كُلَّما دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَعَنَتْ أُخْتَها حَتَّى إِذَا ادَّارَكُوا فِيها جَمِيعاً) برىء بعضهم من بعض ، ولعن بعضهم بعضا ، يريد بعضهم أن يحجّ بعضا رجاء الفلج ، فيفلتوا من عظيم ما نزل بهم وليس بأوان بلوى ، ولا اختبار ، ولا قبول معذرة ، ولات حين نجاة» (٤).
* س ٢٦ : ما هو تفسير قوله تعالى :
(إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْها لا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوابُ السَّماءِ وَلا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِياطِ وَكَذلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ)(٤٠) [الأعراف:٤٠]؟!
الجواب / قال أبو جعفر عليهالسلام ـ في حديث قبض روح الكافر ـ : «تخرج روحه ، فيضعها ملك الموت بين طرقة وسندان ، فيفضح أطراف أنامله ، وآخر ما يشدخ منه العينان ، فتسطع لها ريح منتنة يتأذّى منها أهل النار كلّهم
__________________
(١) تفسير القمي : ج ١ ، ص ٢٣٠.
(٢) مجمع البيان : ج ٤ ، ص ٦٤٤.
(٣) الشعراء : ٩٩.
(٤) الكافي : ج ٢ ، ص ٢٦ ، ح ١.