يوما ، فلمّا فرغوا قالوا : يا عيسى ، إنّا لو عملنا لأحد من الناس فقضينا عمله لأطعمنا طعاما ، وإنا صمنا كما أمرنا ، وجعنا ، فادع الله أن ينزّل علينا مائدة من السّماء ، فأقبلت الملائكة بمائدة يحملونها ، عليها سبعة أرغفة وسبعة أحوات ، حتى وضعتها بين أيديهم ، فأكل منها آخر الناس ، كما أكل منها أولهم (١).
* س ٩٢ : ما هو تفسير قوله تعالى :
(وَإِذْ قالَ اللهُ يا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّي إِلهَيْنِ مِنْ دُونِ اللهِ قالَ سُبْحانَكَ ما يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ ما لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ ما فِي نَفْسِي وَلا أَعْلَمُ ما فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ (١١٦) ما قُلْتُ لَهُمْ إِلاَّ ما أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً ما دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ)(١١٧) [المائدة:١١٦ ـ ١١٧]؟!
الجواب / ١ ـ قال سليمان بن خالد : قلت لأبي عبد الله عليهالسلام ، قول الله لعيسى : (أَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّي إِلهَيْنِ مِنْ دُونِ اللهِ) قال الله بهذا الكلام؟
فقال : «إن الله إذا أراد أمرا أن يكون قصّه قبل أن يكون ، كأن قد كان» (٢).
٢ ـ قال جابر الجعفي ، قال أبو جعفر عليهالسلام في تفسير هذه الآية (تَعْلَمُ ما فِي نَفْسِي وَلا أَعْلَمُ ما فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ).
«إنّ اسم الله الأكبر ثلاثة وسبعون حرفا ، فاحتجب الربّ تبارك وتعالى منها بحرف ، فمن ثمّ لا يعلم أحد ما في نفسه عزوجل ، أعطى آدم اثنين وسبعين حرفا ، فتوارثها الأنبياء حتّى صارت إلى عيسى عليهالسلام ، فذلك قول
__________________
(١) مجمع البيان : ج ٣ ، ص ٤١٠.
(٢) تفسير العياشي : ج ١ ، ص ٣٥١ ، ح ٢٢٩.