الظلمة ، و (مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ) العبيد السّوء ومن لا خير فيه.
(أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً) يعني يضرب بعضكم ببعض بما يلقيه من العداوة والعصبيّة.
(وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ) قال : سوء الجوار (١).
٢ ـ قال أبو جعفر عليهالسلام ـ في رواية أبو الجارود ـ في قوله : (هُوَ الْقادِرُ عَلى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذاباً مِنْ فَوْقِكُمْ). «هو الدّخان والصّيحة (أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ) وهو الخسف (أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً) وهو اختلاف في الدّين ، وطعن بعضكم على بعض (وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ) وهو أن يقتل بعضكم بعضا ، فكلّ هذا في أهل القبلة ، يقول الله : (انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآياتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ وَكَذَّبَ بِهِ قَوْمُكَ وَهُوَ الْحَقُ) يعني القرآن ، كذّبت به قومك وهم قريش».
ثمّ قال : وقوله تعالى : (لِكُلِّ نَبَإٍ مُسْتَقَرٌّ) يقول : لكلّ نبأ حقيقة (وَسَوْفَ تَعْلَمُونَ) ثمّ قال : (انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآياتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ) يعني كي يفقهوا. وقوله تعالى : (وَكَذَّبَ بِهِ قَوْمُكَ وَهُوَ الْحَقُ) يعني القرآن ، كذّبت به قريش (قُلْ لَسْتُ عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ لِكُلِّ نَبَإٍ مُسْتَقَرٌّ) أي لكلّ خبر وقت (وَسَوْفَ تَعْلَمُونَ)(٢).
* س ٤٤ : ما هو سبب نزول قوله تعالى :
(وَإِذا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آياتِنا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطانُ فَلا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (٦٨) وَما عَلَى الَّذِينَ
__________________
(١) نهج البيان : ج ٢ ، ص ١١٢ (مخطوط).
(٢) تفسير القمي : ج ١ ، ص ٢٠٤.