* س ٩١ : ما هو تفسير قوله تعالى :
(قُلْ لا أَجِدُ فِي ما أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّماً عَلى طاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلاَّ أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَماً مَسْفُوحاً أَوْ لَحْمَ خِنزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقاً أُهِلَّ لِغَيْرِ اللهِ بِهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ باغٍ وَلا عادٍ فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ)(١٤٥) [الأنعام:١٤٥]؟!
الجواب / ١ ـ قال علي بن إبراهيم القميّ : وقد احتجّ قوم بهذه الآية (قُلْ لا أَجِدُ فِي ما أُوحِيَ إِلَيَ) ـ إلى قوله ـ (أَوْ فِسْقاً أُهِلَّ لِغَيْرِ اللهِ بِهِ) فتأوّلوا هذه الآية أنّه ليس شيء محرّما إلّا هذا ، وأحلّوا كلّ شيء من البهائم : القردة والكلاب والسّباع والذّئاب والأسد والبغال والحمير والدّواب ، وزعموا أن ذلك كلّه حلال لقول الله تعالى : (قُلْ لا أَجِدُ فِي ما أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّماً عَلى طاعِمٍ يَطْعَمُهُ) وغلطوا في هذا غلطا بيّنا. وإنّما هذه الآية ردّ على ما أحلّت العرب وحرّمت ، لأن العرب كانت تحلّل على نفسها أشياء ، وتحرّم أشياء ، فحكى الله تعالى لنبيّه صلىاللهعليهوآلهوسلم ما قالوا ، فقال : (وَقالُوا ما فِي بُطُونِ هذِهِ الْأَنْعامِ خالِصَةٌ لِذُكُورِنا وَمُحَرَّمٌ عَلى أَزْواجِنا وَإِنْ يَكُنْ مَيْتَةً فَهُمْ فِيهِ شُرَكاءُ)(١) فكان إذا سقط الجنين حيّا أكله الرّجال وحرّم على النساء ، وإذا كان ميتا أكله الرّجال والنساء ، وهو قوله : (وَقالُوا ما فِي بُطُونِ هذِهِ الْأَنْعامِ خالِصَةٌ لِذُكُورِنا وَمُحَرَّمٌ عَلى أَزْواجِنا وَإِنْ يَكُنْ مَيْتَةً فَهُمْ فِيهِ شُرَكاءُ سَيَجْزِيهِمْ وَصْفَهُمْ إِنَّهُ حَكِيمٌ عَلِيمٌ) [الأنعام : ١٣٩]» (٢).
٢ ـ قوله تعالى : (فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ باغٍ وَلا عادٍ) :
أ ـ قال أبو عبد الله عليهالسلام : «الباغي الذي يخرج على الإمام ، والعادي الذي يقطع الطريق ، لا تحلّ لهما الميتة».
ويروى أنّ العادي اللصّ ، والباغي الذي يبغي الصّيد ، لا يجوز لهما
__________________
(١) الأنعام : ١٣٩.
(٢) تفسير القمي : ج ١ ، ص ٢١٩.