* س ٩٢ : ما هو سبب نزول قوله تعالى :
(وَلا تَهِنُوا فِي ابْتِغاءِ الْقَوْمِ إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَما تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللهِ ما لا يَرْجُونَ وَكانَ اللهُ عَلِيماً حَكِيماً)(١٠٤) [النساء:١٠٤]؟!
الجواب / قال الشيخ الطوسي : روي عن ابن عباس ومفسرين آخرين أن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ بعد الأحداث الأليمة لواقعة أحد ـ صعد إلى جبل أحد وكان على الجبل أبو سفيان فخاطب النبي بلهجة الفاتح بقوله : «يا محمد يوم بيوم بدر!» وعنى أبو سفيان بذلك أن انتصارهم في أحد كان مقابل هزيمتهم في واقعة بدر.
فطلب النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم من المسلمين أن يردوا عليه فورا ، ولعل النبي أراد أن يثبت لأبي سفيان أن من تربوا في ظل الرسالة الإسلامية يتمتعون بكامل الوعي ، فرد المسلمون على أبي سفيان : هيهات أن يستوي الوضع بين المؤمنين والمشركين ، فشهداء المؤمنين في الجنة وقتلى المشركين في النار.
فأجاب أبو سفيان ـ صارخا ومفتخرا ـ بالعبارة التالية : «لنا العزى ولا عزى لكم» فرد عليه المسلمون :
«الله مولانا ولا مولى لكم» ولما عجز أبو سفيان عن الرد على هذا الجواب والشعار الإسلامي الحي تخلى عن صنمه «العزى» وعرج على صنم آخر هو «هبل» متوسلا إليه بقوله : «أعل هبل ، أعل هبل» فرد عليه المسلمون بجواب قوي علمهم إياه نبي الإسلام صلىاللهعليهوآلهوسلم وهو : «الله أعلى وأجل». فلما أعيت أبا سفيان الحيلة ولم تجده شعاراته الوثنية نفعا قال صارخا : «موعدنا في أرض بدر الصغرى».
عاد المسلمون من ساحة القتال مثخنين بالجراح ، وحين كان يعتصرهم الألم من أحداث أحد نزلت الآية المذكورة أعلاه محذرة المسلمين من الغفلة