على الإنكار والاستخبار ، فلمّا أفل الكوكب قال : لا أحبّ الآفلين لأنّ الأفول من صفات المحدث لا من صفات القديم ، فلمّا رأى القمر بازغا قال : هذا ربّي؟! على الإنكار والاستخبار ، فلما أفل قال : لئن لم يهدني ربّي لأكوننّ من القوم الضّالين (١) ، فلمّا أصبح ورأى الشمس بازغة قال : هذا ربّي؟! هذا أكبر من الزّهرة والقمر ، على الإنكار والاستخبار ، لا على الإخبار والإقرار ، فلمّا أفلت قال للأصناف الثلاثة من عبدة الزّهرة والقمر والشمس : (يا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفاً وَما أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ).
وإنّما أراد إبراهيم عليهالسلام بما قال أن يبيّن لهم بطلان دينهم ، ويثبت عندهم أنّ العبادة لا تحقّ لما كان بصفة الزّهرة والقمر والشّمس ، وإنما تحقّ العبادة لخالقها ، وخالق السّماوات والأرض ، وكان ما احتجّ به على قومه مما ألهمه الله عزوجل وآتاه كما قال عزوجل : (وَتِلْكَ حُجَّتُنا آتَيْناها إِبْراهِيمَ عَلى قَوْمِهِ). فقال المأمون : لله درّك ، يا بن رسول الله (٢).
* س ٥١ : ما هو تفسير قوله تعالى :
(وَحاجَّهُ قَوْمُهُ قالَ أَتُحاجُّونِّي فِي اللهِ وَقَدْ هَدانِ وَلا أَخافُ ما تُشْرِكُونَ بِهِ إِلاَّ أَنْ يَشاءَ رَبِّي شَيْئاً وَسِعَ رَبِّي كُلَّ شَيْءٍ عِلْماً أَفَلا تَتَذَكَّرُونَ (٨٠) وَكَيْفَ أَخافُ ما أَشْرَكْتُمْ وَلا تَخافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُمْ بِاللهِ ما لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطاناً فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالْأَمْنِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ)(٨١) [الأنعام:٨٠ ـ ٨١]؟!
الجواب / قال أبو عبد الله عليهالسلام : «.... وكان آزر كلّما نظر إلى
__________________
(١) قال أبو جعفر عليهالسلام : ـ في هذا القول ـ «أي ناس للميثاق». (تفسير العيّاشي : ج ١ ، ص ٣٦٤ ، ح ٣٩).
(٢) عيون أخبار الرضا عليهالسلام : ج ١ ، ص ١٩٧ ، ح ١.