* س ٨٣ : ما هو تفسير قوله تعالى :
(ساءَ مَثَلاً الْقَوْمُ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا وَأَنْفُسَهُمْ كانُوا يَظْلِمُونَ (١٧٧) مَنْ يَهْدِ اللهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي وَمَنْ يُضْلِلْ فَأُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ)(١٧٨) [الأعراف:١٧٧ ـ ١٧٨]؟!
الجواب / قال الشيخ الطبرسي : ثمّ وصف الله تعالى بهذا المثل الذي ضربه وذكره بأنه (ساءَ مَثَلاً) أي : بئس مثلا (الْقَوْمُ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا) ومعناه بئست الصفة المضروب فيها المثل ، أو قبح حال المضروب فيه ، لأن المثل حسن ، وحكمة ، وصواب ، وإنما القبيح صفتهم (وَأَنْفُسَهُمْ كانُوا يَظْلِمُونَ) أي : وإنما نقضوا بذلك أنفسهم ، ولم ينقصوا شيئا لأن عقاب ما يفعلونه من المعاصي ، يحل بهم ، والله سبحانه لا يضره كفرهم ومعصيتهم ، كما لا ينفعه إيمانهم وطاعتهم.
(مَنْ يَهْدِ اللهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي) كتبت ههنا بالياء ليس في القرآن غيره بالياء ، وأثبت الياء ههنا في اللفظ جميع القراء ، ومعناه من يهده الله إلى نيل الثواب ، كما يهدي المؤمن إلى ذلك ، وإلى دخول الجنة ، فهو المهتدي للإيمان والخير ، (وَمَنْ يُضْلِلْ) أي : ومن يضلله الله عن طريق الجنة ، وعن نيل الثواب ، عقوبة على كفره وفسقه. (فَأُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ) خسروا الجنة ونعيمها ، وخسروا أنفسهم والانتفاع بها. وقيل : المهتدي هو الذي هداه الله فقبل الهداية ، وأجاب إليها ، والذي أضله الله هو الذي اختار الضلالة فخلى الله بينه وبين ما اختاره ، ولم يمنعه منه بالجبر ... (١).
__________________
(١) مجمع البيان : ج ٤ ، ص ٣٩٦ ـ ٣٩٧.