الكتاب يصدّق بعضه بعضا ، وأنه لا اختلاف فيه ، فقال سبحانه : (وَلَوْ كانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً) وإنّ القرآن ظاهره أنيق ، وباطنه عميق ، لا تفنى عجائبه ، ولا تنقضي غرائبه ، ولا تكشف الظلمات إلّا به» (١).
* س ٧٢ : ما هو تفسير قوله تعالى :
(وَإِذا جاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْ لا فَضْلُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطانَ إِلاَّ قَلِيلاً)(٨٣) [النساء:٨٣]؟!
الجواب / ١ ـ قال أبو عبد الله عليهالسلام : «إنّ الله عيّر أقواما بالإذاعة فقال : (وَإِذا جاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذاعُوا بِهِ) فإيّاكم والإذاعة» (٢).
٢ ـ كتب أبو الحسن الرضا عليهالسلام إلى عبد الله بن جندب ، في قوله تعالى : (وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ) : «يعني آل محمّد ، وهم الذين يستنبطون من القرآن ، ويعرفون الحلال والحرام ، وهم الحجّة لله على خلقه» (٣).
٣ ـ قال أبو الحسن عليهالسلام في قوله : (وَلَوْ لا فَضْلُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ) : «الفضل رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ورحمته : أمير المؤمنين عليهالسلام» (٤) وقيل : ورحمته : ولاية الأئمّة عليهمالسلام والقول لأبي جعفر الباقر عليهالسلام (٥).
__________________
(١) المحاسن : ص ٢٥٦ / ٢٩٣.
(٢) تفسير العيّاشي : ج ١ ، ص ٢٦٠ ، ح ٢٠٦.
(٣) نفس المصدر.
(٤) نفس المصدر.
(٥) تفسير العيّاشي : ج ١ ، ص ٢٦١ ، ح ٢٠٩.