* س ٤٤ : ما هو تفسير قوله تعالى :
(وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا أَهؤُلاءِ الَّذِينَ أَقْسَمُوا بِاللهِ جَهْدَ أَيْمانِهِمْ إِنَّهُمْ لَمَعَكُمْ حَبِطَتْ أَعْمالُهُمْ فَأَصْبَحُوا خاسِرِينَ)(٥٣) [المائدة:٥٣]؟!
الجواب / أقول : تشير هذه الآية إلى مصير عمل المنافقين ، وتبين أنه حين يتحقق الفتح للمسلمين المؤمنين وتنكشف حقيقة عمل المنافقين ، يقول المؤمنون ـ بدهشة ـ : هل أن هؤلاء المنافقين هم أولئك الذين كانوا يتشدقون بتلك الدعاوى ويحلفون بالإيمان المغلظة ، بأنهم معنا فكيف وصل الأمر بهم إلى هذا الحد؟ حيث تقول الآية (وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا أَهؤُلاءِ الَّذِينَ أَقْسَمُوا بِاللهِ جَهْدَ أَيْمانِهِمْ إِنَّهُمْ لَمَعَكُمْ ...).
إن هؤلاء لنفاقهم هذا ذهبت أعمالهم أدراج الرياح ، لأنها لم تكن نابعة من نية خالصة صادقة ، ولهذا فقد أصبحوا من الخاسرين ـ سواء في هذه الدنيا أو الآخرة معا ـ حيث تؤكد الآية هذا الأمر بقولها : (حَبِطَتْ أَعْمالُهُمْ فَأَصْبَحُوا خاسِرِينَ).
والجملة الأخيرة تشبه ـ في الحقيقة ـ جوابا لسؤال مقدر ، وكأن شخصا يسأل : ماذا سيكون مصير هؤلاء؟ فيجاب بأن أعمالهم ستذهب أدراج الرياح ، وستطوقهم الخسارة من كل جانب ، أي أن هؤلاء ـ حتى لو كانت لهم أعمال صدرت عنهم بإخلاص ونية صادقة ـ لانحرافهم صوب النفاق والشرك بعد ذلك ، فهم لا يحصلون على أي نتيجة حسنة من تلك الأعمال الصالحة ....