وقد أشارت الآية الثانية إلى حقيقة مهمة اعتمدها القرآن الكريم مرارا في آيات متعددة وهي : أن ذم اليهود وانتقادهم في القرآن لا يقومان على أساس عنصري أو طائفي على الإطلاق ، لأن الإسلام لم يذم أبناء أي طائفة أو عنصر لانتمائهم الطائفي أو العرقي بل وجه الذم والانتقاد للمنحرفين والضالين منهم فقط ، لذلك استثنت هذه الآية المؤمنين الأتقياء من اليهود ومدحتهم وبشرتهم بنيل أجر عظيم ، حيث تقول الآية الكريمة : (لكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ وَالْمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَالْمُقِيمِينَ الصَّلاةَ وَالْمُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَالْمُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أُولئِكَ سَنُؤْتِيهِمْ أَجْراً عَظِيماً).
وقد آمن جميع من كبار الطائفة اليهودية بالإسلام حين بعث النبي محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم وحين شاهدوا على يديه الكريمتين دلائل أحقية الإسلام ، ودافع هؤلاء بأرواحهم وأموالهم عن الإسلام ، وكانوا موضع احترام وتقدير النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وسائر المسلمين (١).
* س ١٣٢ : ما هو تفسير أهل البيت عليهمالسلام في قوله تعالى :
(إِنَّا أَوْحَيْنا إِلَيْكَ كَما أَوْحَيْنا إِلى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنا إِلى إِبْراهِيمَ وَإِسْماعِيلَ وَإِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْباطِ وَعِيسى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهارُونَ وَسُلَيْمانَ وَآتَيْنا داوُدَ زَبُوراً)(١٦٣) [النساء:١٦٣]؟!
الجواب / قال محمد بن سالم ، قال أبو جعفر عليهالسلام : «قال الله لمحمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم : (إِنَّا أَوْحَيْنا إِلَيْكَ كَما أَوْحَيْنا إِلى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ) وأمر كلّ نبيّ بالأخذ بالسّبيل والسّنّة» (٢).
__________________
(١) الأمثل : ج ٣ ، ص ٤٧١ البداية ـ وص ٤٧٣ النهاية.
(٢) الكافي : ج ٢ ، ص ٢٤ ، ح ١.