قتادة : أمرهم الله أن لا يأكلوا الحيتان يوم السبت ، ولا يعرضوا لها. وأحل لهم ما عداه. وقوله : (وَأَخَذْنا مِنْهُمْ مِيثاقاً غَلِيظاً) يعني عهدا مؤكدا بأنهم يعملون ما أمرهم الله به وينتهون عما نهاهم الله عزوجل عنه ...
قال ابن عباس : رفع الله فوقهم الجبل ، فقيل لهم : إما أن تأخذوا التوراة بما فيها ، أو يلقى عليكم الجبل ، وقال أبو مسلم : رفع الله الجبل فوقهم ظلالا لهم من الشمس بميثاقهم أي بعهدهم جزاء لهم على ذلك ، والأول قول أكثر المفسرين (١).
* س ١٢٦ : ما هو تفسير أهل البيت عليهمالسلام لقوله تعالى :
(فَبِما نَقْضِهِمْ مِيثاقَهُمْ وَكُفْرِهِمْ بِآياتِ اللهِ وَقَتْلِهِمُ الْأَنْبِياءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنا غُلْفٌ بَلْ طَبَعَ اللهُ عَلَيْها بِكُفْرِهِمْ فَلا يُؤْمِنُونَ إِلاَّ قَلِيلاً)(١٥٥) [النساء:١٥٥]؟!
الجواب / ١ ـ قال علي بن إبراهيم القميّ ، في قوله تعالى : (فَبِما نَقْضِهِمْ مِيثاقَهُمْ) يعني فبنقضهم ميثاقهم (٢).
٢ ـ قال عليّ بن إبراهيم القمّي ، في قوله تعالى ؛ (وَقَتْلِهِمُ الْأَنْبِياءَ بِغَيْرِ حَقٍ) : هؤلاء لم يقتلوا الأنبياء ، وإنّما قتلهم أجدادهم وأجداد أجدادهم ، فرضوا هؤلاء بذلك ، فألزمهم الله القتل بفعل أجدادهم ، فكذلك من رضي بفعل فقد لزمه وإن لم يفعله والدليل على ذلك أيضا قوله في سورة البقرة : (قُلْ فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنْبِياءَ اللهِ مِنْ قَبْلُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ)(٣) ، فهؤلاء لم يقتلوهم ، ولكنّهم رضوا بفعل آبائهم فألزمهم قتلهم (٤).
__________________
(١) التبيان : ج ٣ ، ص ٣٧٨.
(٢) تفسير القميّ : ج ١ ، ص ١٥٧.
(٣) البقرة : ٩١.
(٤) تفسير القميّ : ج ١ ، ص ١٥٧.