يَتَّقُونَ مِنْ حِسابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَلكِنْ ذِكْرى لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ)(٦٩) [الأنعام:٦٨ ـ ٦٩]؟! وما هو تفسير الآیة الأولى؟!
الجواب / ١ ـ سبب النزول :
جاء في تفسير مجمع البيان عن الإمام الباقر عليهالسلام أنّه عند ما نزلت الآية الأولى ونهى المسلمون عن مجالسة الكفار والذين كانوا يسخرون من آيات الله ، قال فريق من المسلمين إذا كان علينا أن نلتزم بهذا النهي في كل مكان فإنه يمتنع علينا الذهاب إلى المسجد الحرام والطواف به «وذلك لأن أولئك كانوا منتشرين في أطراف المسجد ولا يفتأون يتناولون الآيات القرآنية بالكلام الباطل فحيثما نتوقف في أرجاء المسجد ثمة احتمال أن يصل كلامهم إلى مسامعنا». عندئذ نزلت الآية الثانية تأمر المسلمين ، في مثل هذه الحالات ، أن ينصحوهم ويهدوهم ويرشدوهم قدر إمكانهم (١).
أقول : إنّ ورود سبب نزول هذه الآية لا يتعارض مع نزول السورة كلها مرة واحدة ، إذ من المحتمل أن تكون هناك حوادث مختلفة في حياة المسلمين ، فتنزل سورة واحدة تختص كل مجموعة من آياتها ببعض تلك الحوادث.
٢ ـ تفسير الآية الأولى :
قال أبو جعفر عليهالسلام ، في قول الله (وَإِذا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آياتِنا) : «الكلام في الله ، والجدال في القرآن (فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ) ـ قال ـ منه القصّاص» (٢).
__________________
(١) مجمع البيان : ج ٤ ، ص ٨٠.
(٢) تفسير العيّاشي : ج ١ ، ص ٣٦٢ ، ح ٣١.