وضرب الباب بعصاه ، فلم يبق بينه وبين فرعون باب إلّا انفتح ، حتى نظر إليه فرعون وهو في مجلسه ، فقال : «أدخلوه».
قال : «فدخل عليه وهو في قبّة له مرتفعة ، كثيرة الارتفاع ، ثمانون ذراعا ، قال : فقال : إنّي رسول ربّ العالمين إليك.
قال : فقال : فأت بآية ، إن كنت من الصادقين ـ قال : ـ فألقى عصاه ، وكان لها شعبتان ـ قال : ـ فإذا هي حيّة ، قد وقع إحدى الشعبتين على الأرض ، والشعبة الأخرى في أعلى القبّة ـ قال : ـ فنظر فرعون إلى جوفها وهو يلتهب نيرانا ـ قال : ـ وأهوت إليه فأحدث ، وصاح : يا موسى : خذها» (١).
وقال أبو عبد الله عليهالسلام : لما بعث موسى عليهالسلام إلى فرعون أتى بابه فاستأذن عليه فضرب بعصاه الباب ، فاصطكت الأبواب ففتحت ثم دخل على فرعون فأخبره أنه رسول ربّ العالمين ، وسأله أن يرسل معه بني إسرائيل فقال : (قالَ أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينا وَلِيداً وَلَبِثْتَ فِينا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ وَأَنْتَ مِنَ الْكافِرِينَ)(٢) يعني كفرت نعمتي ، فتجاوبا الكلام ، إلى أن قال موسى : (قالَ أَوَلَوْ جِئْتُكَ بِشَيْءٍ مُبِينٍ قالَ فَأْتِ بِهِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ فَأَلْقى عَصاهُ فَإِذا هِيَ ثُعْبانٌ مُبِينٌ)(٣) فلم يبق أحد من جلساء فرعون إلا هرب ، ودخل فرعون من الرعب ما لم يملك ، فقال فرعون أنشدك الله والرضاع إلا كففتها عني ثم (وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذا هِيَ بَيْضاءُ لِلنَّاظِرِينَ)(٤) فلما أخذ موسى العصا رجعت إلى فرعون نفسه وهم بتصديقه ، فقام إليه هامان فقال : بينما أنت إله تعبد إذ صرت تابعا لعبد ثم قال فرعون للملأ الذين حوله : (إِنَّ هذا لَساحِرٌ عَلِيمٌ يُرِيدُ أَنْ
__________________
(١) تفسير العيّاشي : ج ٢ ، ص ٢٣ ، ح ٦١.
(٢) الشعراء : ١٨ ـ ١٩.
(٣) الشعراء : ٣٠ ـ ٣٣.
(٤) الشعراء : ٣٠ ـ ٣٣.