الكعبة لأنّها مربّعة ، وصارت مربّعة لأنّها بحذاء البيت المعمور وهو مربّع ، وصار البيت المعمور مربّعا لأنّه بحذاء العرش وهو مربّع ، وصار العرش مربّعا لأنّ الكلمات التي بني عليها الإسلام أربع ، وهي : سبحان الله ، والحمد لله ، ولا إله إلّا الله ، والله أكبر (١) .
وعن الزّهريّ أنّه قال : بلغني أنّهم وجدوا في مقام إبراهيم عليهالسلام ثلاث صفوح في كلّ صفح منها كتاب ، في الصّفح الأوّل : أنا الله ذو بكّة ، صنعتها يوم صنعت [ الشمس ] والقمر ، (٢) الخبر.
في وجه تسمية البيت بالعتيق
عن الصادق عليهالسلام قال : « لمّا بلغ إسماعيل مبلغ الرّجال ، أمر الله إبراهيم عليهالسلام أن يبني البيت ، فقال : يا ربّ ، في أيّ بقعة ؟ قال : في البقعة التي انزلت بها على آدم القبّة فأضاء لها الحرم ، ولم يدر إبراهيم عليهالسلام في أيّ موضع يبني ، فإنّ القبّة التي أنزلها الله على آدم كانت قائمة إلى أيّام الطوفان أيّام نوح عليهالسلام.
فلمّا غرقت الدنيا رفع الله تلك القبّة وبقي موضعها لم يغرق ، ولهذا سمّي البيت العتيق لأنّه اعتق من الغرق. فبعث الله جبرئيل فخطّ له موضع البيت ، فأنزل عليه القواعد من الجنّة ، وكان الحجر لمّا أنزله الله على آدم عليهالسلام أشدّ بياضا من الثّلج ، فلمّا مسّته أيدي الكفّار اسودّ ، فبنى إبراهيم عليهالسلام البيت » (٣) الخبر.
﴿وَإِسْماعِيلُ﴾ يعاونه ، أو يرفعها معه. عن ( الكافي ) في رواية : « فلمّا أذن الله له في البناء قدم إبراهيم عليهالسلام فقال : يا بنيّ ، قد أمرنا الله ببناء الكعبة. وكشفا عنها ، فإذا هو حجر واحد أحمر ، فأوحى الله تعالى إليه أن ضع (٤) بناءها عليه. وأنزل الله عزوجل أربعة أملاك يجمعون إليه الحجارة ، فكان إبراهيم وإسماعيل عليهماالسلام يضعان الحجارة ، والملائكة تناولهما حتّى تمّت اثنا عشر ذراعا » (٥) .
وفي رواية : بنى إبراهيم وإسماعيل البيت كلّ يوم سافا حتّى انتهى إلى موضع الحجر الأسود (٦).
قال أبو جعفر عليهالسلام : « فنادى أبو قبيس [ إبراهيم عليهالسلام ] : إنّ لك عندي وديعة ، فأعطاه الحجر فوضعه موضعه » (٧) .
وعن ( العلل ) و( العياشي ) : عن الصادق عليهالسلام قال : « إنّ الله عزوجل أنزل الحجر [ الأسود ] لآدم عليهالسلام
__________________
(١) علل الشرائع : ٣٩٨ / ٢.
(٢) تفسير الرازي ٤ : ٥١. (٣) تفسير القمي ١ : ٦١.
(٤) في النسخة : إليه أصنع.
(٥) الكافي ٤ : ٢٠٣ / ٣.
(٦) الكافي ٤ : ٢٠٥ / ٤.
(٧) الكافي ٤ : ٢٠٥ / ٤.