فقاتل قتالاً شديداً حتّى قتل تسعة عشر رجلاً ثمّ قُتل رضوان الله عليه ، فقال الحسين (ع) حين صُرع زهير : «لا يبعدك الله يا زهير».
وبرز حبيب بن مظاهر (أو مظهر الأسدي) ، وكان صحابيّاً رأى النبيّ (ص) ، وصحب أمير المؤمنين (ع) وشهد معه حروبه كلّها وكان من خاصّته وحملة علومه ، وكان حبيب ممَّن كاتب الحسين (ع) ، ولمّا ورد مسلم بن عقيل الكوفة وأخذت الأنصار تختلف إليه ، كان ممَّن خطب فيهم حبيب بن مظاهر ، وجعل هو ومسلم بن عوسجة يأخذان البيعة للحسين (ع) في الكوفة. فلمّا خذل الخائنون مسلم بن عقيل ، اختفى حبيب ومسلم بن عوسجة ، فلمّا ورد الحسين (ع) كربلاء ، خرجا إليه يسيران الليل ويكمنان النّهار حتّى وصلا إليه. فلمّا كان القتال ، برز حبيب وهو يرتجز ويقول :
أنَا حبيبٌ وأبي مظهّرُ |
|
فارسُ هيجاءٍ وحربٍ تسْعرُ |
أنتُمْ أعدُّ عِدَّةٍ وأكثرُ |
|
ونحنُ أعلى حُجّةٍ وأظهرُ |
وأنتُمُ عندَ الوفاءِ أغدَرُ |
|
ونحنُ أوفَى منكُمُ وأصبرُ |
حقّاً وأتْقَى منكُمُ وأعذَرُ
فقاتل قتالاً شديداً وقتل جمعاً كثيراً ، فحمل عليه رجل من بني تميم فطعنه فذهب ليقوم فضربه الحُصين بن تميم على رأسه بالسّيف فوقع ، ونزل إليه التميمي فاحتزّ رأسه ، فهَدَّ مقتلُه الحسين (ع) وقال : «عند الله أحتسب نفسي وحماة أصحابي».
جادُوا بأنْفسِهمْ عنْ نفسِ سيِّدهمْ |
|
وقدْ رأوا لبثَهُمْ من بعدهِ عارَا |
سبْعُون مولَى كريماً ما بكَى لهمُ |
|
باكٍ ولا أحدٌ يوماً لهمْ وارَى |