كما هو ظاهرها (١) ، أو أهل بيت العصمة الأطهار كما فسّر به (٢) في الأخبار (٣).
______________________________________________________
(١) هذا الاستظهار لا بد أن يكون من جهة إطلاق «الذّكر» على التوراة في قوله تعالى : «ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذّكر» وأهل الذّكر حينئذ هم أحبار اليهود ، أو لزعم أن المخاطبين هم عوام اليهود ، فالشاهد عليه هو السياق.
(٢) أي : بأهل بيت العصمة الأطهار عليهمالسلام.
(٣) المستفيضة ، ومعها لا وجه لإرادة أحبار اليهود من أهل الذّكر ، مع أنّ الذّكر أطلق في بعض الآيات الشريفة على نفس القرآن تارة ، وعلى شخص الرسول الأعظم صلىاللهعليهوآلهوسلم أخرى ، فمن الأخبار المبيّنة للمراد من الآية ما رواه ابن بابويه ، قال : «حدثنا علي بن الحسين بن شاذويه المؤدب وجعفر بن محمّد بن مسرور ، قالا : حدثنا محمّد بن عبد الله بن جعفر الحميري ، عن أبيه ، عن الريان بن الصلت ، قال : حضر الرضا عليهالسلام مجلس المأمون ، وقد اجتمع إليه في مجلسه جماعة من علماء العراق وخراسان ، وذكر الحديث ، إلى أن قال فيه الرضا عليهالسلام : نحن أهل الذّكر الذين قال الله في كتابه : فاسألوا أهل الذّكر إن كنتم لا تعلمون ، فنحن أهل الذّكر ، فاسألونا إن كنتم لا تعلمون ، فقالت العلماء : إنّما عنى بذلك اليهود والنصارى ، فقال أبو الحسن : سبحان الله ، وهل يجوز ذلك؟ إذا يدعونا إلى دينهم ويقولون هو أفضل من دين الإسلام ، فقال المأمون : فهل عندك شرح بخلاف ما قالوا يا أبا الحسن؟ فقال : نعم ، الذّكر رسول الله ونحن أهله ، وذلك بيّن في كتاب الله تعالى حيث يقول في سورة الطلاق : فاتقوا الله يا أولي الألباب الذين آمنوا قد أنزل الله إليكم ذكرا رسولا يتلو عليكم آيات الله مبيّنات ، فالذكر رسول الله ونحن أهله» ونحوها غيرها (١).
__________________
«يحذرون» فيكون الأوّل لموارد اعتبار العلم ، والثاني للقبول التعبدي ، ولو لم يكن التصرف في الحذر أولى من التصرف في التفقه فلا أقل من الإجمال ، وتسقط دلالة الآية على اعتبار فتوى المجتهد تعبدا.
__________________
(١) راجع تفسير البرهان ، ١ ـ ٣٧١