وبعضها (١) على أن للعوام تقليد العلماء ،
______________________________________________________
ومنها : خبر عليّ بن المسيب : «قلت للرضا عليهالسلام : شقتي بعيدة ، ولست أصل إليك في كل وقت ، فممّن آخذ معالم ديني؟ فقال عليهالسلام : من زكريا بن آدم المأمون على الدين والدنيا. قال ابن المسيب : فلما انصرفت قدمت على زكريا بن آدم فسألته عما احتجت إليه» (١).
وظاهر الأمر بالأخذ من زكريا هو وجوب العمل بما يقوله ، سواء أكان قوله متن الحديث أم فتوى مستفادة من جمع بين حديثين أو من تطبيق قاعدة كلية على مورد السؤال.
ومنها : خبر عبد العزيز بن المهتدي : «سألت الرضا عليهالسلام ، فقلت : إنّي لا ألقاك في كل وقت فممّن آخذ معالم ديني؟ فقال : خذ عن يونس بن عبد الرحمن» (٢).
ومنها : خبر أبي تراب الروياني ، قال : سمعت أبا حماد الرازي يقول : «دخلت على علي بن محمّد عليهماالسلام بسرّمن رأي ، فسألته عن أشياء من الحلال والحرام فأجابني فيها ، فلمّا ودّعته قال لي : يا حماد إذا أشكل عليك شيء من أمر دينك بناحيتك فاسأل عنه عبد العظيم بن عبد الله الحسني ، وأقرئه مني السلام» (٣).
ومنها : غير ذلك ، كإرجاع عبد الله بن أبي يعفور إلى محمّد بن مسلم (٤) ، وغيره إلى غيره مما ظاهره الإرجاع إلى الأقوال والآراء ، ولا أقل من دلالة إطلاقها على حجية آرائهم كحجية رواياتهم.
هذه عدة من أخبار الطائفة الأولى المشار إليها في المتن.
(١) معطوف على «بعضها» في قوله : «دل بعضها» أي : ودلّ بعض الأخبار على ... ، وهذا إشارة إلى الطائفة الثانية ، وهي ما يدلّ على جواز التقليد بالمطابقة أيضا ، كرواية التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري عليهالسلام : «فأما من كان من الفقهاء صائنا لنفسه حافظا لدينه مخالفا لهواه مطيعا لأمر مولاه فللعوام أن يقلدوه» ، ودلالتها بالمطابقة على جواز التقليد واضحة ، لقوله عليهالسلام : «فللعوام أن يقلدوه» فإنّ اللام نصّ في إفادة أصل
__________________
(١) المصدر ، الحديث : ٢٧ ، ص ١٠٦
(٢) المصدر ، الحديث : ٣٤ ، ص ١٠٧
(٣) مستدرك الوسائل ، ج ٣ ، الباب ١١ من أبواب صفات القاضي ، الحديث : ٣١ ، ص ١٨٩
(٤) الوسائل ، ج ١٨ ، الباب ١١ من أبواب صفات القاضي ، الحديث : ٢٣ ، ص ١٠٥