ولا لفعلهم تغييرا؟ قال : فقال عليهالسلام : اقطعوا أرضهم ، ثم ذكر بعد ذلك من كان معتزلا وهو يعتقد محبة أهل البيت ، ولا يقدر الغز على وصوله إلا لجمع وإنما يداريهم بشيء من ماله.
وليعلم أرشده الله أن السؤال مخلط فلا يجاب إلا بالوهم إن كان الذي سأل عنه ملتزما طاعة الإمام ، منخرطا في سلك الإسلام ، ملتزما بالأوامر الإمامية ، والأحكام النبوية وجب احاطته ، ولم يجز التعرض لشيء من مساءته ، وإن كان معتزلا وهو أمام بيته قد صم عن واعية أهل البيت سمعه ، ولم يلائم أوامرهم طبعه ، وهو يحبهم بزعمه ، فذلك لا يخلصه من عظيم جرمه.
وأما ما ذكر من أن الجهة التي عينها مائة قرية إلا ما وراءها هجره وفيها ضعفاء ومساكين ، وأرامل ويتامى ، وأهل تلك الجهات يعطونهم ما يكفيهم من الحول إلى الحول ، إلى آخر كلامه الفارغ من المعنى المفيد.
فالجواب عن ذلك أن نقول : إن كان هذا الإعطاء بأمر الإمام أو واليه فذلك الصواب ، وإن كان بغير أمره أو أمر وإليه فأولئك المعطون ظلمه والآخذون آثمة.
ولقد سأل سائل بحضرة الأمير الأجل الكبير شمس الدين الداعي إلى الله شيخ آل الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم يحيى بن أحمد بن يحيى بن يحيى بن الهادي إلى الحق عليهالسلام (١) ، هل يجوز لمسلم أن يتوجه إلى بلد ليس فيها للإمام موال ، ولا هم ملتزمون له طاعة فيأخذ منهم من الحقوق الواجبة ما يحتاج إليه؟
__________________
(١) قال ابن أبي الرجال في (مطلع البدور) : الأمير شمس الدين شيبة الحمد الداعي إلى الله يحيى بن أحمد بن يحيى بن يحيى عليهمالسلام هو شيخ آل الرسول وإمام فروعهم والأصول ، علمه أشهر من الشمس وضحاها والقمر إذا تلاها ، له فواصل وفضائل ومحامد. توفي بهجرة قطابر في محرم سنة ٦٠٦ ه عن تسعة وسبعين.