قال الكاتب : ونقل الصدوق عنِ الرضا رضي الله عنه في قوله تعالى وإذ تقول للذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه أمسك عليك زوجك واتق الله وتُخْفِي في نفسك ما الله مبْدِيه (الأحزاب / ٣٧) قال الرضا مفسراً هذه الآية : (إن رسول الله صلىاللهعليهوآله قصد دار زيد بن حارثة في أمر أراده ، فرأى امرأته زينب تغتسل ، فقال لها : سبحان الذي خلقك) عيون أخبار الرضا ص ١١٣.
فهل ينظر رسول الله صلىاللهعليهوآله إلى امرأة رجل مسلم ، ويشتهيها ، ويعجب بها ، ثمّ يقول لها : سبحان الذي خَلقك؟! أليس هذا طعناً برسول الله صلىاللهعليهوآله؟!
وأقول : هذا الخبر ضعيف السند ، فإن من جملة رواته تميم بن عبد الله بن تميم القرشي ، فإنه وإن كان من شيوخ الإجازة للصدوق رحمهالله ، وأكثر الصدوق من الترضي عنه ، إلا أنه لم يثبت توثيقه في كتب الرجال ، بل ضعفه ابن الغضائري والعلَّامة الحلي وغيرهما.
ومن رواته والد الراوي السابق ، وهو مهمل في كتب الرجال.
وراوي هذا الحديث عن الإمام الرضا عليهالسلام هو علي بن محمد بن الجهم الذي قال عنه الصدوق بعد أن نقل الحديث المذكور بكامله :
هذا الحديث غريب من طريق علي بن محمد بن الجهم مع نصبه وبغضه وعداوته لأهل البيت عليهمالسلام (١).
وأما من ناحية متن الحديث فلم يرد فيه أن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم اشتهى زوجة زيد بن حارثة ، ولا أنه صلىاللهعليهوآلهوسلم أُعجِب بها كما قال الكاتب ، وإنما قال لما رآها : (سبحان الذي خلقك) ، والتسبيح ذِكْر من أذكار الله سبحانه التي يثاب عليها قائلها.
ولا دلالة في الحديث على أن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم رآها عارية ، بل رآها تغتسل ، ومن المستبعد أن تغتسل عاريةً ـ مع شدة صونها وعفافها ـ في مكان تكون عرضة لرؤية
__________________
(١) عيون أخبار الرضا ٢ / ١٨٢.