من بعدي» ، فعرج جبريل إلى السماء ، ثمّ هبط فقال : يا محمد إن ربك يُقرِئُكَ السلام ، ويبشرك بأنه جاعل في ذريته الإمامة والولاية والوصية ، فقال : إني رضيت. ثمّ أرسل إلى فاطمة أن الله يبشرني بمولود يُولَدُ لك تقتلُه أمتي من بعدي ، فأرسلتْ إليه أن لا حاجة لي في مولود تقتله أُمَّتُك من بعدك ، وأرسل إليها أن الله عزوجل جعل في ذريته الإمامة والولاية والوصية ، فأرسلت إليه : إني رضيت. فحملته كُرْهاً .. ووضعَتْه كرهاً ، ولم يرضع الحسين من فاطمة عليهاالسلام ولا من أنثى ، كان يُؤْتَى (١) بالنبي صلىاللهعليهوآله فيضع إبهامه في فيه فيمص ما يكفيه اليومين والثلاث.
أقول : هذا الحديث ضعيف السند بالإرسال ، فإن الكليني رحمهالله رواه عن محمد بن يحيى ، عن علي بن إسماعيل ، عن محمد بن عمرو الزيات ، عن رجل من أصحابنا ، عن أبي عبد الله عليهالسلام.
فهل يُتوقَّع من فقيه حاز رتبة الاجتهاد ألا يلتفت لضعف هذا الحديث مع وضوح إرساله حتى لصغار طلبة العلم؟!
* * *
قال الكاتب : ولست أدري هل كان رسول الله صلىاللهعليهوآله يَرُدُّ أمراً بَشَّرَهُ الله به؟ وهل كانت الزهراء سلام الله عليها ترد أمراً قد قضاه الله وأراد تبشيرها به ، فتقول (لا حاجة لي به)؟ وهل حملت بالحسين وهي كارهة له ، ووضعته وهي كارهة له؟ وهل امتنعت عن إرضاعه حتى كان يُؤْتَى بالنبي [كذا] صلوات الله عليه ليرضعه من إبهامه ما يكفيه اليومين والثلاثة؟
وأقول : بعد أن تبين ضعف الحديث فالكلام فيه كله فضول ، ولكنا مع ذلك نجيبه على سؤاله الأول بأن الحديث لا دلالة فيه على أن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ردَّ أمراً قضاه الله وقدَّره ، ولعل النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم فهم أن الأمر لم يكن حتمياً ، أو أنه صلىاللهعليهوآلهوسلم أحبَّ أن تتدخل
__________________
(١) في المصدر : يؤتى به النبي.