وذكر حكمه ، فقال سبحانه (وَداوُدَ وَسُلَيْمانَ إِذْ يَحْكُمانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شاهِدِينَ فَفَهَّمْناها سُلَيْمانَ وَكُلًّا آتَيْنا حُكْماً وَعِلْماً وَسَخَّرْنا مَعَ داوُدَ الْجِبالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ وَكُنَّا فاعِلِينَ) (١).
فهل يرى الكاتب أيضاً أن هذه الآيات لها أصول يهودية؟!
* * *
قال الكاتب : وقيام دولة إسرائيل لا بد أن يسودها حكم آل داود ، ودولة إسرائيل إذا قامت فإن من مُخَطَّطاتِها القضاء على العرب خصوصاً المسلمين ، والمسلمين عموماً كما هو مقرر في بروتوكولاتهم. تقضي عليهم قضاء مُبْرَماً وتقتلهم قتلاً لا رحمة فيه ولا شفقة.
وحلم دولة إسرائيل هو هدم قِبلة المسلمين ، وتسويتها بالأرض ، ثمّ هدم المسجد النبوي ، والعودة إلى يثرب التي أُخرجوا منها ، وإذا قامت فستفرض أمْراً جديداً ، وتضع بدل القرآن كتاباً جديداً ، وتقضي بقضاء جديد ، ولا تسأل بينة ، لأن سؤال البينة من خصائص المسلمين ، ولهذا تسود الفوضى والظلم بسبب العنصرية اليهودية.
وأقول : لقد قلنا فيما تقدَّم : إن المهدي يحكم بحكم داود ، لا أنه يحكم بحكم آل داود ، ولا أنه عليهالسلام يحكم بشريعة داود عليهالسلام.
وقلنا : إنه عليهالسلام سيملأ الأرض قسطاً وعدلاً بعد ما مُلِئَت ظلماً وجوراً ، ومن الطبيعي أن تتطلب منه هذه المهمة القصاص من القتلة والجناة ، وإقامة الحدود التي كانت معطَّلة ، ولا يعني هذا أن الإمام عليهالسلام سيشن حرب إبادة على العرب والمسلمين ، ويقتلهم بلا رحمة ولا شفقة كما زعم الكاتب.
__________________
(١) سورة الأنبياء ، الآيتان ٧٨ ، ٧٩.