نظراً إلى شذوذ المخالف (١).
قلت : هذا ما صرح به الشهيد الثاني في الروضة البهيّة ، وقد أفصح فيه عن رأيه ، وما نسبه الكاتب إلى الشهيد في المسالك غير صحيح كما أوضحنا.
* * *
قال الكاتب : ٥ ـ المقدس الأردبيلي المتوفى ٩٩٣ ه ـ وهو أفقه فقهاء عصره حتى لقبوه بالمقدس قال بإباحة مطلق التصرف في أموال الغائب للشيعة خصوصاً مع الاحتياج ، وقال : إن عموم الأخبار تدل على السقوط بالكلية في زمان الغيبة والحضور بمعنى عدم الوجوب والحتم لعدم وجود دليل قوي على الأرباح والمكاسب ولعدم وجود الغنيمة.
قلت : وقوله هذا مستنبط من قوله تعالى : واعلموا أنما غنمتم من شيء (الأنفال / ٤١) ثمّ بين أن هناك روايات عن المهدي تقول أبحنا الخمس للشيعة.
وأقول : نص عبارة المقدَّس الأردبيلي في مجمع الفائدة والبرهان هي : واعلم أن عموم الأخبار الأُوَل يدل على السقوط بالكلية زمان الغيبة والحضور بمعنى عدم الوجوب الحتمي ، فكأنهم عليهمالسلام أخبروا بذلك ، فعُلم عدم الوجوب الحتمي.
إلى أن قال بعد ذلك : وهذه الأخبار هي التي دلَّت على السقوط حال الغيبة ، وكون الإيصال مستحبّاً كما هو مذهب البعض ، مع ما مرَّ من عدم تحقق محل الوجوب إلا قليلاً ، لعدم دليل قوي على الأرباح والمكاسب وعدم الغنيمة (٢).
قلت : لقد كان المقدَّس الأردبيلي قدسسره يتحدَّث عن دلالة الأخبار التي ذكرها أولاً ، لا عن حاصل رأيه في المسألة ، لكن الكاتب بتر الكلام ، فألصق أول الكلام بآخره ، وحذف كلمة (الأُوَل) ليشعر القارئ بأن هذا هو دلالة الأخبار كلها ، لا دلالة
__________________
(١) الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية ٣ / ١٠٧ ـ ١١٦.
(٢) مجمع الفائدة والبرهان ٤ / ٣٥٥.