أمتي سِلْماً ، وأكثرهم عِلْماً ، وأعظمهم حِلْماً (١).
وأود أن ألفت النظر إلى أن الإربلي أورد هذين الحديثين في كتابه (كشف الغمة) ١ / ١٤٧ ـ ١٤٨ ، وصرَّح بنقل الحديث الأول عن مناقب الخوارزمي ، والحديث الثاني عن مسند أحمد. فلا أدري كيف سوَّغ الكاتب لنفسه أن يكذب على القارئ ، ويوهمه بأن هذين الحديثين من مرويات الشيعة في كتبهم التي طعنوا بها في سيِّدة النساء؟!
هذا مع أن فاطمة سلام الله عليها إنما كانت تشكو لأبيها الفاقة والهم والسقم ، وهذا لا ارتباط له بأمير المؤمنين سلام الله عليه ، ولا دلالة في كلامها سلام الله عليها على عدم رضاها بزواجها منه بأية دلالة.
* * *
قال الكاتب : وقد وصفوا علياً رضي الله عنه وصفاً جامعاً فقالوا : (كان رضي الله عنه أسمر مربوعاً ، وهو إلى القصر أقرب ، عظيم البطن ، دقيق الأصابع ، غليظ الذراعين ، خمش [كذا] الساقين ، في عينه لين ، عظيم اللحية ، أصلع ، ناتئ الجبهة) مقاتل الطالبين [كذا] ص ٢٧.
فإذا كانت هذه أوصاف أمير المؤمنين كما يقولون ، فكيف يمكن أَن ترضى به؟
وأقول : لقد قلنا فيما تقدم أن كتاب (مقاتل الطالبيين) ليس من كتب الشيعة ، كما أوضحنا فيما مرَّ أن كل تلك الأوصاف ليست عيوباً تقتضي كراهية التزويج ، فراجع.
هذا مع أن أهل السنة قد رووا كل تلك الصفات في كتبهم ، وقد مرَّ ذكر
__________________
(١) مسند أحمد ٥ / ٢٦. المعجم الكبير للطبراني ٢٠ / ٢٢٩. مجمع الزوائد ٩ / ١٠١ ، قال الهيثمي : رواه أحمد والطبراني ، وفيه خالد بن طهمان ، وثقه أبو حاتم وغيره ، وبقية رجاله ثقات.