وعن أبي هريرة ، أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : بكت السماوات السبع ومن فيهن ومن عليهن ، والأرضون السبع ومن فيهن ومن عليهن ، لعزيز ذل ، وغني افتقر ، وعالم يلعب به الجهال (١).
وأما المخنَّث فهو من فيه انخناث وهو التكسّر والتثني كما في النساء ، ولا يراد به الذي يُلاط به كما قد يفهمه بعض العوام.
قال ابن عبد البر في التمهيد : وليس المخنَّث الذي تُعرف فيه الفاحشة خاصة وتُنسب إليه ، وإنما المخنَّث شدة التأنيث في الخلقة ، حتى يشبه المرأة في اللين والكلام والنظر والنغمة وفي العقل والفعل ، وسواء كانت فيه عاهة الفاحشة أم لم تكن ، وأصل التخنّث التكسّر واللين (٢).
ثمّ إن الذي ذكره ابن الكلبي أن عثمان كان يتخنَّث ، أي يتشبَّه في اللين والكلام بالمرأة ، لا أنه كان مخنَّثاً بالفعل كما نقله الكاتب.
قال الكاتب : وأما عائشة فقد قال ابن رجب [كذا] البرسي : (إن عائشة جمعت أربعين ديناراً من خيانة) مشارق أنوار اليقين ص ٨٦.
وأقول : هذا الخبر رواه الحافظ رجب البرسي مرسلاً ، ورواه غيره بسند فيه : علي بن الحسين المقري الكوفي ، ومحمد بن حليم التمار ، والمخول بن إبراهيم ، عن زيد بن كثير الجمحي ، وهؤلاء كلهم مجاهيل ، لا ذكر لهم في كتب الرجال.
قال المجلسي قدسسره : وهذا إن كان رواية فهي شاذة مخالفة لبعض الأصول (٣).
* * *
__________________
(١) الفردوس بمأثور الخطاب ٢ / ١٤.
(٢) التمهيد ١٣ / ٢٦٩.
(٣) بحار الأنوار ٣٢ / ١٠٧.