قال الكاتب : وكلما التقيت واحداً من السادة ، وفي كل مكان فإني أسأله في حرمة إتيان النساء في الأدبار أو حله؟ فيقول لي بأنه حلال ، ويذكر الروايات في حِلِّيَتِها منها الروايات التي تقدمت الإشارة إليها.
وأقول : لقد أضحكني هذا الكاتب المتخصِّص في مسألة (الوطء في الدبر) ، لأنه أخبر عن نفسه أنه كلما التقى واحداً من السادة سأله عن هذه المسألة ، من دون أن يستثني واحداً من السادة أو بعضاً من الأمكنة!!
ولا ريب في أن الكاتب الذي له هذا العمر المديد قد رزقه الله حجَّ بيته الحرام ، وأنه التقى بعض السادة يطوفون حول الكعبة المشرفة ، أو يُصلّون خلف المقام ، أو يسعون بين الصفا والمروة ، أو يبتهلون إلى الله في عرفات أو المزدلفة ، أو يرمون الجمار في منى ، فهل سألهم عن الوطء في الدبر في هذه المشاعر الشريفة وهم يؤدّون مناسكهم؟!
ولو سلَّمنا بما قاله هذا الكاتب فلا ندري لِمَ لا يخجل من سؤال كل مَن لقيه من السادة حول الوطء في الدبر والإلحاح في هذه المسألة ، مع أنه يزعم أنه فقيه مجتهد قد ناهز عمره الثمانين أو تجاوزها ، ولا سيما أن العُرْف السائد في الحوزة يعيب أمثال هذه التصرفات التي لا تليق بصغار طلبة العلم فضلاً عن علماء الحوزة وفقهائها؟!
ومع الإغماض عن كل ما في حكايته ، وتسليم أن الكاتب كان يود التحقيق في هذه المسألة ، وكان يسأل السادة عن الوطء في الدبر فيجيبونه بالحلِّية ، ألا يعلم أن جوابهم لا يعني أنهم كانوا يمارسون هذا الفعل ، ولا سيما مع كراهته الشديدة ، والتصريح في بعض الأخبار بأنه لا يفعله إلا أراذل الشيعة.
وفي مقابل ذلك فإن بعض علماء أهل السنة وأئمة مذاهبهم ـ كما مرَّ ـ كانوا يُسألون عن هذه المسألة فيجيبون بالحلِّية ، ويعترفون بأنهم يفعلون هذا الفعل ، ويمارسونه مع زوجاتهم وإمائهم.