وثبتت مملكتهم قرنين ، وكانوا كل هذه المدة محالفين لليونان (١).
وقال ياقوت الحموي في معجم البلدان : هي بلاد التُّرك خلف باب الأبواب المعروف بالدربند قريب من سد ذي القرنين ... وقال أحمد بن فضلان رسول المقتدر إلى الصقالبة في رسالة له ذكر ما شاهده بتلك البلاد فقال : الخزر اسم إقليم من قصبة تسمَّى إتِل ، وإتِل اسم لنهر يجري إلى الخزر من الروس وبلغار ، وإتل مدينة ، والخزر اسم المملكة لا اسم مدينة ، والإتل قطعتان : قطعة على غربي هذا النهر المسمى إتل وهي أكبرهما ، وقطعة على شرقيِّه (٢).
قلت : هذا هو معنى كلام البستاني ، والظاهر أن نهر فولغا كان يُسمّى سابقاً إتِل.
فعلى هذا يتضح بُعْد المسافة بين طبرستان وبين منطقة الخزر ، ولا يُعلَم أن يهود الخزر قصدوا منطقة طبرستان واستوطنوا فيها ، وبالذات ليندسوا بين المسلمين فيها ويتستروا بالإسلام بزعم الكاتب ، مع أن ياقوت الحموي قد ذكر أن منطقة الخزر فيها مسلمون ونصارى وعبدة أوثان ، وأقل الفرق فيها اليهود (٣) ، فكان بإمكانهم أن يتستَّروا بين المسلمين القاطنين في منطقة الخزر نفسها ، دون شيعة طبرستان.
ولا بأس أن ننبِّه القارئ الكريم إلى أن البيهقي المعروف بابن فندق المعاصر لأمين الإسلام الطبرسي صاحب مجمع البيان ، قد ذكر في كتابه (تاريخ بيهق) أن الطبرسي (صاحب مجمع البيان) منسوب إلى طبرس الواقعة بين أصفهان وكاشان (٤) ، وبه يتضح بُعْد الطبرسي عن طبرستان أيضاً ونواحيها.
* * *
__________________
(١) دائرة معارف البستاني ٧ / ٣٧١.
(٢) معجم البلدان ٢ / ٣٦٧.
(٣) نفس المصدر ٢ / ٣٦٨.
(٤) عن مقدمة كامل سليمان لكتاب جوامع الجامع ١ / ٧.