قال الكاتب : فمؤلفاتهم من أكبر الكتب الطاعنة بدين الإسلام بحيث لو قارنا بين (فصل الخطاب) وبين مؤلفات المستشرقين الطاعنة بدين الإسلام لرأينا (فصل الخطاب) أشد طعناً بالإسلام من مؤلفات أولئك المستشرقين. وهكذا مؤلفات الآخرين.
وأقول : لقد أوضحنا فيما تقدم أن الكتب الثلاثة المذكورة (الاحتجاج ومجمع البيان وفصل الخطاب) لم تشتمل على شيء خلتْ منه كتب أهل السنة ، بل إن الأمر بالعكس ، فراجع ما قلناه فيما تقدم.
ومن المنكرات العظيمة وصف هؤلاء الأجلاء بأنهم من يهود الخزر ، وهل هذا إلا مخالفة واضحة لقوله تعالى (وَلا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقى إِلَيْكُمُ السَّلامَ لَسْتَ مُؤْمِناً تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَياةِ الدُّنْيا) (١).
ولا بأس أن أنقل للقارئ الكريم بعضاً من ترجمة صاحب كتاب (فصل الخطاب) الميرزا حسين النوري الطبرسي قدسسره الذي تحامل عليه الكاتب أكثر من غيره كما نقلها شاهد عصره آغا بزرك الطهراني رحمهالله.
قال قدسسره : كان الشيخ النوري أحد نماذج السلف الصالح التي ندر وجودها في هذا العصر ، فقد امتاز بعبقرية فذّة ، وكان آية من آيات الله العجيبة ، كمنتْ فيه مواهب غريبة وملكات شريفة أهَّلته لأن يُعدّ في الطليعة من علماء الشيعة الذين كرَّسوا حياتهم طوال أعمارهم لخدمة الدين والمذهب ، وحياته صفحة مشرقة من الأعمال الصالحة ، وهو في مجموع آثاره ومآثره إنسان فرض لشخصه الخلود على مر العصور ، وألزم المؤلِّفين والمؤرِّخين بالعناية به والإشادة بغزارة فضله ، فقد نذر نفسه لخدمة العلم ، ولم يكن يهمّه غير البحث والتنقيب والفحص والتتبع ، وجمع شتات الأخبار ، وشذرات الحديث ، ونظم متفرقات الآثار ، وتأليف شوارد السير ، وقد رافقه التوفيق ، وأعانته المشيئة الإلهية ، حتى ليظن الناظر في تصانيفه أن الله شمله بخاصة
__________________
(١) سورة النساء ، الآية ٩٤.