وأقول : الذي ذكره السيد محمد الصدر رحمهالله في كتابه المذكور بعد أن ساق الروايات المختلفة الدالة على كثرة وقوع القتل بعد ظهور الإمام المهدي عليهالسلام هو قوله :
ولكنا إن لاحظنا المقتولين في هذه الحملة وجدناها موجَّهة ضد أولئك الفاشلين في التمحيص الذي كان جزءاً رئيسيّاً من التخطيط العام لما قبل الظهور ، فكل من تطرَّف نتيجة للتمحيص إلى طرف الباطل لا يكون الآن إلا مقتولاً لا محالة ، ولذا نسمع من هذه الأخبار أنه عليهالسلام يقتل أعداء الله ، ويقتل كل منافق مرتاب ، وأنه لا يستتيب أحداً ، وأنه يقتل قوماً يرفضون ثورته ويقولون له : (ارجع ، لا حاجة لنا ببني فاطمة) ، وكل هؤلاء هم الفاشلون في التمحيص السابق على الظهور (١).
ومنه يتَّضح أن ما نسبه الكاتب للسيد محمد الصدر رحمهالله وعزاه للكتاب المذكور كله كذب فاضح وافتراء واضح ، لأن الذين يرفضون دعوته عليهالسلام والمائلين إلى طرف الباطل أكثرهم من غير المسلمين ، بسبب قلة المسلمين وكثرة غيرهم من الكفرة والمردة في جميع العصور كما هو واضح معلوم.
* * *
قال الكاتب : ولا بد لنا من التعليق على هذه الروايات فنقول :
١ ـ لما ذا يعمل القائم سيفه في العرب؟ ألم يكن رسول الله صلى الله عليه عربياً؟
٢ ـ ألم يكن أمير المؤمنين وذريته الأطهار من العرب؟
٣ ـ بل القائم الذي يعمل سيفه في العرب كما يقولون أليس هو نفسه من ذرية أمير المؤمنين؟ وبالتالي أَليس هو عربياً؟!
٤ ـ أليس في العرب الملايين ممن يُؤمن بالقائم وبخروجه؟
__________________
(١) تاريخ ما بعد الظهور ، ص ٣٩٨.