حقاً ، فنفاه علي عليهالسلام إلى المدائن ، وقيل إنه كان يهودياً فأسلم ، وكان في اليهودية يقول في يوشع بن نون ، وفي موسى مثل ما قال في علي) (الأنوار النعمانية) ٢ / ٢٣٤.
وأقول : ما نقله عن ابن أبي الحديد موافق لبعض الروايات الصحيحة التي رواها الكشي في رجاله ، الدالَّة على أن ابن سبأ كان من الغلاة في أمير المؤمنين عليهالسلام ، وقد ادَّعى فيه الألوهية ، فأحرقه عليهالسلام بالنار.
وأما ما نقله عن السيّد نعمة الله الجزائري من أنه كان يهودياً فأسلم وأنه كان يقول في اليهودية في يوشع بن نون مثل ما قال في علي عليهالسلام بعد إسلامه ، وغير ذلك مما نُسج حوله من الأساطير ، فكله ـ كما قلنا ـ لم يثبت بدليل صحيح ، بل كله من مرويات سيف بن عمر الوضاع ، والسيد نعمة الله الجزائري قدسسره لم يذكره قولاً له ، وإنما ذكره قولاً من الأقوال مشعراً بتضعيفه.
* * *
قال الكاتب : فهذه سبعة نصوص من مصادر معتبرة ومتنوعة بعضها في الرجال ، وبعضها في الفقه والفرَق ، وتركنا النقل عن مصادر كثيرة لئلا نطيل كلها تثبت وجود شخصية اسمها عبد الله بن سبأ ، فلا يمكننا بَعْدُ نَفْيُ وجودها خصوصاً وأن أمير المؤمنين رضي الله عنه قد أنزل بابن سبأ عقاباً على قوله فيه بأنه إله ، وهذا يعني أن أمير المؤمنين رضي الله عنه قد التقى عبد الله بن سبأ ، وكفى بأمير المؤمنين حجة ، فلا يمكن بعد ذلك إنكار وجوده.
وأقول : لا يخفى أن (الأنوار النعمانية) ، و (فرق الشيعة) ، و (المقالات والفرق) ، و (تنقيح المقال) ، لا تُعَد من مصادر الشيعة المعتبرة مع جلالة كُتَّابها (١) ، لأنها كتب
__________________
(١) مصادر الشيعة هي الكتب التي يعوِّل الشيعة على ما فيها من أحاديث ، كالكتب الأربعة وكتب الصدوق مثلاً ، والتي تعبِّر عن آراء المشهور عندهم في العقائد والأحكام ككتب السيد المرتضى والشيخ المفيد وغيرها ، وأما ما عداها فهي كتب تعبر عن آراء كاتبيها ، ولا يخفى أن الشيعة